كان التليفزيون المصرى سيد التليفزيونات العربية والإسلامية وكان جرعة الانتاج الاساسية للمسلسلات الدينية ويلتزم بتعاليم مجمع البحوث الاسلامية بالامتناع عن تصوير الشخصيات التى لها قداسة واحترام كالانبياء الذين جعلهم الله أسوة للناس،ومثلهم «الخلفاء الراشدون» الذين أمرنا الله باتباع سنتهم وكان المخرجون يلجأون إلى حيل فنية معقولة عند تعرضهم لأعمال تتعلق بهذه الشخصيات العظيمة بأن تركز الكاميرا على أرجل الناقة التى تحمل الرسول الكريم أو يستعينوا بالرواة لعرض أقوالهم وطاقات نور رمزا لصورهم . وكان مخرجو الإذاعة المسموعة أوفر حظاً من زملائهم مخرجى الإذاعة المرئية واستطاعوا أن يقدموا تراثا إذاعيا عن شخصيات إسلامية عظيمة فى مسلسلات وسهرات منها «على إمام المتقين والصديق أبو بكر والفاروق عمر والحسين سيد شباب الجنة وعمر بن عبد العزيز وغيرها». وتراجع تليفزيون مصر عن الإنتاج الدينى لحاجته الدائمة لميزانيات مرتفعة لزوم الملابس التاريخية والتصوير فى الصحراء ولهروب نجوم التمثيل الكبار إلى أعمال فنية أكثر سهولة وأجدى فى الأجر. وأصبحت خريطة البرامج التليفزيونية خالية تقريبا من المادة الدرامية والدينية التى يحبها المشاهد ويقبل عليها بشغف وحب وانبرت جهات خارجية للقيام بالدور الذى ارتبط باسم مصر والمصريين فى إنتاج الدراما الدينة فأنتجت إيران مسلسل «يوسف الصديق» ثم مسلسل الحسن والحسين». وأنتجت قناة mbcبالاشتراك مع 53 شركة وتليفزيون قطر مسلسل «عمر» بميزانية ضخمة تعد هى الأكبر فى تاريخ الإنتاج الدرامى الدينى. ثم باعته للتليفزيون التركى والاندونيسى والماليزى لتعرضه مدبلجاً بلغة كل دولة من الدول الثلاث. وبذلك تصبح مرجعية الأزهر معترفاً بها عند أصحاب كل هذه الشركات التى أنتجت مسلسلات « يوسف الصديق» «والحسن والحسين» و«عمر» خاصة أن المخرجين لهذه الأعمال لم يلتزموا بما فعله مخرجو مصر بالتحايل على الظهور المباشر للشخصيات الممنوعة من الظهور فى الدراما بتعليمات الأزهر الشريف ، لأن الكذب عليهم كما جاء فى فتوى الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق تضليل للناس ولا يمكن لأحدمهما بلغت قدرته على التمثيل أن يتحرى الصدق فى تمثيلها . وكما يرى الدكتورمحمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا أن المجمع متمسك بمنع تمثيل الرسل والأنبياء وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة ومنهم الخلفاء الراشدون فالرسل والانبياء اصطفاهم المولى عزوجل عن سائر خلقه وتنطق بهذا آيات القرآن الكريم فى قول المولى عز وجل چڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? چ والتمثيل استحضار صورة الشخصية التى يقوم بها الممثل ومهما بالغ الممثل فى الاجادة فلن يستطيع أن يكون طبق الأصل من شخصية ليست كسائر البشر. والممثل عندما يقوم بدور عمر بن الخطاب فكأنه يقول أنا هو تمثيلا وهذا ليس بصحيح ولعله أقرب إلى الكذب هل أكون قد جاوزت قدرى لو دعوت علماء الأزهر الأجلاء لإعادة النظر فى فتوى تحريم تجسيد شخصيات ذات القداسة ذلك أن العالم المسيحى قد استثمر الفن فى تقديم معجزات السيد المسيح فى أفلام ومسرحيات بعضها استعراضى تلعب فيها الموسيقى والأداء الحركى دورا أساسيا وفيلم الرسالة عن ظهور الإسلام تأخر عرضه على التليفزيون المصرى ربع قرن عندما وافق الأزهر على عرضه، لكنه رفض عرض مسرحية الحسين ثائرًا» وفيلم المهاجر. وجيل الشباب الآن لا يستلطف فن القراءة - إلا من هدى ربى فما العمل إذا أردنا أن نطلق على شخصية عمر بن الخطاب ثانى الخلفاء الراشدين الصبى لامع الذكاء وأعظم حكام العالم وصاحب الرسالة التى تحمى القيم الاخلاقية وموفر الرعاية للمستضعفين ومحقق العدالة للجميع حتى لأعدائه وكيف نفعل ذلك بأسلوب جاذب؟ وما رأى علماء الأزهر الشريف فى الأسلوب الذى عالج به بعض العلماء وهم الشيوخ المعروفون عبد الوهاب الطريرى وعلى الصلابى وسعد مطر العتيبى وسلمان العودة ويوسف القرضاوى وأكرم ضياء المصرى وهى لجنة العلماء التى أشرفت على المسلسل وقد اشترطت أن يكون البطل ممثلا لم يظهر من قبل وأن يتعهد بعدم أداء أى دور فى أى عمل فنى عدة سنوات وكان المخرج السورى حاتم على قد اختار طالب معهد التمثيل فى سوريا تامر اسماعيل لأداء الدور. وإذا خالف أهل الفن تعاليم الأزهر الشريف فما هو الحكم على مشاهد المسلسل هل يمتنع عن متابعة عمل يحكى عن صانع الإنسانية عمر بن الخطاب؟!