جاءت كواليس الساعات الأولى قبل انعقاد جلسة مجلس الشعب المنحل، وذلك بدعوة من رئيس الجمهورية بعد قرار حله من المحكمة الدستورية العليا فى 14 يونيو الماضى، حالات الترقب والتوتر التى سادت وجوه نواب المجلس ورئيسه ، بدءا من دخول النواب من البوابات الرئيسية وصولا إلى قاعة المجلس، كما استطاع مصورنا الفنان محمد حنفى أن يرصد اللقاءات المغلقة والترتيبات البينية بين نواب المجلس ود. الكتاتنى، إلى جانب العديد من الأمور التى ننفرد بها من خلال قراءتنا فى السطور التالية: على عكس المتوقع حضر د. سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب الذى صدر قرار بحله من المحكمة الدستورية العليا، بناء على قرار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بعودة المجلس للانعقاد، حيث حضر مبكرا إلى المجلس، رغم أن التكهنات التى أعلنت من قبل موظفى المجلس بأن د. الكتاتنى سيأتى قبيل الجلسة بنصف ساعة، إلا أن حضوره صاحبه رسم الترقب والتوتر غير المباشر على وجهه، حيث حضر د. الكتاتنى فى تمام الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة صباحا، أى قبيل مجىء كبار موظفى المجلس مثل الأمين العام، وكذلك الأمين المساعد، إلا أن سكرتارية مكتبه كانت قليلة نسبيا، عكس أيام انعقاد المجلس من قبل، فقد ظل الدكتور الكتاتنى فى مكتبه بمفرده يجرى العديد من الاتصالات قبل قدوم النواب، وظل بمفرده قرابة 40 دقيقة، دون أن يدخل عليه أحد، سوى موظفى المجلس لوضع الترتيبات التى ستكون عليها الجلسة الإجرائية التى دُعى إليها المجلس. ومن أمام بوابات دخول المجلس بدأ العديد من نواب المجلس فى التوافد أيضا مبكرا، ففى حوالى الساعة الثامنة والنصف وصل عدد كبير جدا من أعضاء نواب حزب النور، القادمين من محافظات الدلتا، من خلال أتوبيسات خاصة جماعية نقلتهم إلى المجلس فى توقيتات متزامنة، واصطفت هذه الأتوبيسات أمام المجلس بالبوابة الرئيسية لمجلس الشورى، مما أحدث أزمة مرورية بشارع قصر العينى بمواجهة ميدان التحرير، فيما توافد عدد آخر من نواب حزب النور بسياراتهم الخاصة تباعا. وفور دخول النواب علت وجوههم ابتسامة عريضة، حيث فضل العديد منهم مصافحة جميع من يقابلونه، بداية من رجال أمن المجلس المتواجدين أمام بوابته أو حتى الذين يجوبون طرقات المجلس إما بالسلام أو بالمصافحة، واتجه أغلب النواب إلى قاعة المجلس مباشرة دون الذهاب إلى مقرات اللجان بنفس الطريقة التى كانت متبعة من قبل، واتسمت التجمعات فى طرقات المجلس ما بين ثلاثية ورباعية لمناقشة الوضع الحالى، وهل سيتم عقد جلسات مرة أخرى، ومتى بالإضافة إلى التساؤل عن سير اللجان النوعية. وعلى هامش أحد اللقاءات بين النواب، طلب بعضهم مدى إمكانية التواصل مع مسئولى الحكومة لإنهاء بعض مشاكل أبناء دوائرهم، فيما حمل البعض فى يده العديد من الأوراق والطلبات التى ينوون التوجه بها إلى الحكومة والجهات الأخرى. قصارى الزرع كالعادة فى أى مناسبة وأثناء زيارة أى مسئول أو رئيس لأى مكان تحضر قبل زيارته سيارات قصارى الزرع أما قبيل انعقاد الجلسة، جاءت هذه السيارات المحملة بالأشجار النقالة متأخرة، فقد حضر قبلها د. سعد الكتاتنى ومع ذلك أصرت على إحاطة طرقات مكتبه المؤدية إلى قاعة المجلس بمثل هذه القصارى، وقد يبدو أن هذه الطريقة البالية من الموروثات القديمة التى تؤكد النفاق السياسى لإدارات المسئولين التابعة له، وبعد مرور المسئول تقوم هذه السيارات نفسها برفعها مرة أخرى وكأنها عهدة لدى الموظف، يحاسب عليها عند تلفها. الموظفون وبعد الساعة الثامنة والنصف بدأ كبار الموظفين فى المجلس فى التوافد، حيث جاء المستشار سامى مهران إلى مكتب د. الكتاتنى مباشرة فور علمه بوصوله مبكرا وتحدثا فقط عن الترتيبات الإجرائية المعتادة عن الجلسة إلا أن الأمين العام، ظهرت على وجهه علامات الترقب، حيث إنه مر بنفسه على أماكن توقيع الحضور للنواب، وتبادل مع الدكتور الكتاتنى بعض الأمور الإجرائية التى يجب عملها فى تلك اللحظات من خلال اللوائح المنظمة لعمل المجلس، وظل الأمين العام يباشر عمله من داخل مكتب رئيس المجلس، حيث إنه عندما كان يطلب منه بعض التوقيعات الخاصة من الموظفين يأتون إليه ليخرج ويقوم بالإمضاءات فى الطرقة، وعندما شاهدنا ونحن نلتقط له بعض هذه الصور نظر إلينا وقال «بلاش كده». وظل الأمين العام يدخل ويخرج من مكتب د. الكتاتنى ليتابع تليفونه الخاص ويبدو أن الأمين العام كان يتابع بالأخص أخبار حكم المحكمة الدستورية العليا، ثم يتابع ما بين الحين والآخر الموظفين المسئولين عن التنظيم داخل القاعة ليسألهم كم بلغ عدد النواب الموجودين فى القاعة الرئيسية حتى الآن، ليبلغه الموظف أن عددهم وصل إلى 150 عضوا وكان ذلك فى تمام الساعة التاسعة والنصف وفى تمام الساعة العاشرة إلا ربع سأل مرة أخرى عن العدد ليبلغ أن النصاب القانونى للنواب تعدى والقاعة جاهزة، وهنا تبدو على الأمين العام علامات الإرهاق بالرغم من أن الأمين العام المساعد قد حضر متأخرا. الوجه المبتسم بطبيعته الشخصية المتواضعة والبشوشة بدأ المستشار عمر سالم وزير الدولة لشئون مجلسى الشعب والشورى مهام عمله قبيل جلسة انعقاد المجلس التى دعى إليها، حيث حضر الوزير فى تمام الساعة التاسعة وخمس وثلاثين دقيقة صباحا، ثم دخل مكتبه الخاص بالمجلس، وتابع بعض الإجراءات المتبعة والاعتيادية، وأمر بفتح قاعة الزوار الخاصة بالحكومة وهى القاعة المقابلة لمكتبه، فأخبره الموظفون بأن مفاتيح هذه القاعة قد ضاعت ولم يتم العثور عليها، ولكن الوزير أصر على فتحها، مما أجبر عمال المجلس على إحضار «عتلة» حديدية وتم كسر الباب، الذى أشرف عليه الوزير بنفسه ، وهنا ضحك الوزير وقال: شكرا يارجاله وعندما التقطته كاميرا «أكتوبر» ضحك كثيرا وقال: «هو أنا نجم سينمائى على فكرة العرض بتاعى النهاردة فى السينما والدعوة مجانية». ثم اتجه إلى مكتب د. سعد الكتاتنى رئيس المجلس ومكث به حوالى ربع ساعة تحدثا -خلالها- سويا عن مدى سير الإجراءات وبعض النقاط التى من الممكن أن يقوم بها وزير الدولة لشئون المجلس بتقديمها للمجلس، ومدى إمكانية تقديم أى تفسير أو توضيح من الحكومة، ثم خرج الوزير متجها مرة أخرى إلى مكتبه وهو يداعب جميع من يقابلهم فى الطرقات. المناقشات المغلقة شهد مكتب د. الكتاتنى رئيس مجلس الشعب زيارات مكوكية للعديد من النواب، إلا أن نواب الحرية والعدالة هم من كانوا الأكثر زيارة منها الخاطفة والأخرى الطويلة، واتسمت هذه الزيارات بالثنائية وغالبا ما كنا نرى الفردية، فقد احتل نواب الحرية والعدالة والملقبون ب «صقور الحزب» أمثال م.سعد الحسينى، ومحمد إبراهيم ،ود. محمد البلتاجى، والدكتور جمال حشمت، وحسن البرنس، وآخرين، وجاءت زيارات حزب النور قليلة نسبيا، فقد اقتصرت على رموزهم فقط، أما اللقاء الأكثر طولا كان من نصيب المستشار محمود الخضيرى وذلك لمناقشة وضعية المجلس بعد قرار الرئيس بعودته مرة أخرى، ومدى الإمكانيات القانونية والتشريعية التى ينوى المجلس اتخاذها، كما طلب الكتاتنى من المستشار الخضيرى سرعة الانتهاء من جمع ملف كامل من أجل خوض مرحلة جديدة للتغلب على قرار المحكمة الدستورية العليا وسبل الحصول على قرار يؤيد قرار الرئيس من أى محكمة أخرى. كما رصدت «أكتوبر» بعض التحركات داخل مكتب رئيس المجلس من حيث زوارها، ومع أن الجميع أعرب عن تفاؤله إلا أن تعبيرات وجوههم عبرت عن أشياء أخرى. كما حضر عصام سلطان النائب عن حزب الوسط والمهندس سعد الحسينى رئيس لجنة الخطة والموازنة بالمجلس، وهما متشابكا الأيدى، وهذا يعنى أن هناك اتفاقا واحدا ورؤى واحدة من أجل عودة عصام سلطان مرة أخرى إلى جماعة الإخوان المسلمين التى تربى فيها وانتقل منها إلى حزب الوسط، إلا أن مساعى سلطان تؤكد أنه يعمل فقط لسياسة جماعة الإخوان المسلمين وليس لحزبه الذى يعتلى سلطان وكالته. المرافقون فى البهو ومن أهم خصائص هذه الجلسة اختفاء المرافقين والذين كانوا سابقا يشكلون أزمة كبيرة خاصة داخل قاعة البهو الفرعونى، حيث كان يحدث زحام من كثرة عدد المرافقين للأعضاء، خاصة حزب النور، حيث كان كل عضو يصر على حضور أكثر من ثلاثة مرافقين، إلا أن جلسة الانعقاد التى دعى إليها. تناقصت فيها تماما اعداد المرافقين، حيث لم يتعد نصف المرافقين من قبل، كما أن أمن المجلس رفض مصاحبة أكثر من مرافق واحد فقط لكل نائب كما طالب الأمن الإعلاميين بعدم السماح لأى قناة بأكثر من ثلاثة نظرا للتوافد الشديد من وكالات الأنباء والقنوات الفضائية العربية والأجنبية، وعدم إجراء لقاءات داخل البهو أو فى الطرقات، حتى لا يتسبب ذلك فى وجود زحام للنواب، وطلب منهم إجراء اللقاءات خارج المجلس.