برامج السينما فى التليفزيون.. حاجة تكسف، فبعد البرامج القليلة المهمة التى قدمها التليفزيون عن الفن السابع، وأبرزها برنامج الناقد الراحل سامى السلامونى سينما نعم وسينما لا، وبرنامج كلاسيكيات السينما الذى كان يعده مدير الرقابة الحالى الناقد على أبو شادى، وبرنامج كمال مسعود وقائع مصرية، فضلاً عن البرامج القليلة عن السينما العالمية، وخاصة نادى السينما، وبرامج يوسف شريف رزق الله، فيما عدا هذه النماذج الناجحة، لا يقدم التليفزيون سوى برامج سطحية، وبعيدة كل البعد عن النموذج الذى يجب تقديمه من برامج حول فن السينما. والحال فى الفضائيات ليس أفضل كثيراً، فنشرات الأخبار الفنية التى تقدمها أكثر من قناة فضائية لا تخرج عن تغطيات متعجلة للمهرجانات والفعاليات الفنية، ولا تقدم شيئاً حقيقياً يفيد المشاهد المتابع لحركة السينما والأفلام الجديدة، وكلها أخبار عن خلافات النجوم على الأجور، والأعمال الجديدة التى يتم تصويرها، ولقاءات سخيفة مع فنانى الدرجة الثانية والثالثة، واتصالات تليفونية بأبطال وبطلات الأفلام والمسلسلات الجديدة، دون أن نشاهد برنامجاً واحداً يقدم تحليلاً للأفلام المهمة، أو يستعرض المدارس السينمائية المختلفة، أو يعقد مقارنة فنية بين موجات سينمائية متعاقبة، أو يرصد ظاهرة سينمائية، أو موهبة جديدة، أو يعرف الناس بطبيعة العمل السينمائى، ومعنى المصطلحات السينمائية، وماذا يفعل المونتير، وكيف يتم تصميم المعارك والمطاردات.. وماهى حدود دور المخرج.. وما معنى الكلاسيكية ولماذا تفوق هذا الممثل أو تلك الممثلة فى الأداء.. وأشياء أخرى كثيرة تفيد الجمهور، وتعينهم على تذوق وتقييم العمل السينمائى. وصحيح أن قناة «نايل سينما» حاولت سد تلك الفجوة، إلا أن كثيراً مما تقدمه القناة لا يخرج عن الشكل التقليدى المستهلك الذى اعتدنا مشاهدته فى برامج السينما العربية، وملخصات الأفلام واللقطات السريعة التى ترسلها شركات الإنتاج الأمريكية للبرامج المهتمة بالسينما العالمية. والمطلوب برنامج متطور يشرح للجمهور عيوب ومميزات وتفاصيل العمل فى الفيلم بدون حذلقة أو ابتذال، وبدون الاستظراف الذى يميز برامج مثل السينما والصيف الذي كانت تقدمه المذيعة هالة سرحان على قناة روتانا قبل هروبها من مصر واختفائها، بسبب حلقة «فتيات الليل»، أو البرامج التى تقدمها إنجى على، ونريد أن نرى برنامجاً يهتم بالسينما المصرية فى مستوى نادى السينما .. فهل ستحقق لنا نايل سينما ذلك.. أشك!