كان يمكن أن يكون فيلم «غش الزوجية» الذى كتبه «لؤى السيد» وأخرجه «أحمد البدرى» فيلماً خفيفاً يجمع بين الكوميديا والرومانسية، لولا ذلك الارتباك الذى أثقل الفيلم بعدة حبكات إضافية، فى الوقت الذى تميل فيه هذه النوعية من الأفلام إلى تبسيط الحبكة، وقد أدى هذا الارتباك الواضح إلى اختلال الفيلم تماماً فى الثلث الأخير منه، لدرجة أننا أحسسنا أن المؤلف غيرقادر على إنهاء الفيلم، بعد أن تشابكت الخطوط والخيوط بلا داع، ومن مشكلات الفيلم أيضاً الكثير من الحوارات الطويلة، وعدم القدرة على الاقناع بتحول الشخصيات من النقيض إلى النقيض. الخط الأصلى فى فيلم «غش الزوجية» يقترب من الخط الأصلى فى فيلم سابق «لرامز جلال» هو «أحلام الفتى الطائش»، فى الفيلمين يتورط شاب طائش يعيش حياته على طريقته فى الارتباط بفتاة غريبة الأطوار، غير جميلة، وأقرب ماتكون إلى الفتيات المسترجلات، وبينما يتم التورط فى «أحلام الفتى الطائش» نتيجة «لسوء تفاهم» فإن فيلم «غش الزوجية» يبدأ بما يقترب من محاولة للغش والنصب: رجل الأعمال «حسن حسنى»، الذى يلعب دور والد «رامز» فى الفيلمين، لا يجد وسيلة للحصول على قرض من بنك جديد ويتيح له الحصول على توكيل مستحضرات تجميل إيطالية شهيرة سوى الدفع بابنه الوحيد المغامر «حازم» (رامز جلال)، للزواج من ابنة مدير البنك المسترجلة (إيمى سمير غانم)، التى تجد نفسها كلاعبة كرة قدم حريمى، أى أننا أمام محاولة لاستغلال منصب والدها، ورغم ذلك يوافق الابن على الخطبة ثم الزواج، بينما كان يمكن أن يجد حلا آخر يتفق مع علاقاته النسائية الأخرى المحلية والأجنبية، تتحول الاحداث بعد ذلك إلى مايقرب من مسرحية «ترويض النمرة»، وبطابع جنسى واضح خاصة أن والدىّ العروس «يوسف فوزى» و«مها أبو عوف» ووالد العريس «حسن حسنى»، يدفعون جميعاً فى اتجاه حصول «حازم» على حقه الشرعى من عروسه التى يراها مثل اللاعب سيد معوض والمغنى عصام كاريكا، عند منتصف الفيلم تقريباً يحدث تحول غريب إثر مواجهة مصطنعة بين حازم وعروسه، تختفى الضحكات ليكتشف حازم أنه يحب زوجته، يحاول أن يهتم بعمله مع أنه كان ناجحاً فيه فعلاً، يضطرب السيناريو لحاجته لحل ثلاث مشكلات هى: حكاية قرض البنك، وقصة حازم مع صديقة سابقة تقوم بتهديده، ومشكلة العروس مع الجنس الآخر، والتى جعلتها معقدة نفسياً، بالاضافة إلى قصة خاتم الزفاف الذى اشتراه الأب لابنه وكلها أمور أثقلت الفيلم، فترهل تماما حتى أنقذتنا النهاية. «رامز» ممثل خفيف الظل، ولكنه مازال تائها بين الصعود والهبوط فى اختياراته، «إيمى سمير غانم» موهوبة جداً ويمكنها أن تؤدى الكومديا والتراجيديا، ولكنها تحتاج إلى توجيه مخرج يجعلها أكثر تلقائية وبساطة، «حسن حسنى» عاد إلى ملعبه، وهو فعلاً أفضل من يلعب دور الأب خفيف الظل بعد أن افتقدنا هذا النموذج منذ غياب سليمان نجيب. ربما تجد الاشارة إلى تميز الديكور «سامر الجمال» والملابس «مها بركة وخالد عبد العزيز»، أما «إدوارد» فهو لطيف، ولكنه يقف «محلك سّر»!