رغم أنها ليست المرة الأولى التى تندلع فيها أعمال عنف فى نيجيريا، فإن تجددها أثار العديد من التساؤلات حول ظهور حركة «بوكو حرام» الإسلامية التى أعلنت مسئوليتها عن الهجمات. كما أثارت المخاوف حول نشوب حرب دينية، وذلك عقب الهجمات الانتحارية التى استهدفت ثلاث كنائس فى ولاية كادونا شمالى نيجيريا وهو ما أدى لأعمال انتقامية من قبل المسيحيين الذين اغلقوا الطريق السريع الذى يربط بين ولاية «كادونا» والعاصمة «أبوجا» وجروا مسلمين خارج سياراتهم وقتلوهم كما قاموا بإحراق أحد المساجد والاعتداء على آخر وهو ما أسفر عن سقوط أكثر من 50 قتيلاً و15جريحاً. وقد أدان الرئيس النيجيرى جو دلك جوناثان الهجمات مشيراً إلى أن مثل هذه الأفعال تهدف إلى زعزعة استقرار حكومته وتشويه صورتها أمام الرأى العام. فيما اتهم وزير التعاون الدولى الإيطالى «اندريا ريكاردى» جماعة «بوكو حرام» بمواصلة استراتيجية استئصال منهجى للأقلية المسيحية فى شمال نيجيريا فى حين دعا نواب إيطاليون إلى التعبئة لوضع حد لاضطهاد المسيحيين. من جانبها رفضت السلطات النيجيرية فكرة نشر قوات أجنبية لمحاربة «بوكو حرام» مؤكدة أن نيجيريا تستطيع حماية مواطنيها وأنها ليست بحاجة إلى مثل هذه القوات. وكثفت «بوكو حرام» من اعتداءاتها خاصة فى مدن الشمال ذات الغالبية المسلمة متوعدة بشن المزيد من هذه الهجمات إذا لم تطلق الحكومة سراح أعضائها المعتقلين فى السجون النيجيرية وتطبيق الشريعة الإسلامية فى الولايات ذات الأغلبية المسلمة، وأعلنت أن الهدف من الهجمات الأخيرة اثبات أن الحركة مازالت ناشطة على الأرض رغم أعمال القمع من قبل قوات الأمن. وقد نشرت صحيفة لوس انجليس تايمز البريطانية تقريرا حول «بوكو حرام» التى لا يعرف النيجيرون ولا العالم انتماءها فبينما يرى أكاديميون أن الجماعة المتشددة هى نتاج وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ال CIA، اعتبر آخرون أنها نتاج خطة من قبل الحكومة النيجيرية التى يقودها الجنوب تهدف لخلق أزمة دينية فى الشمال. وقالت الصحيفة: لا يستطيع كثيرون تحديد ولاء جماعة «بوكو حرام» ولمن تعمل لاسيما أنهم كانوا مجموعة من المتشددين الذين يحتفظون بالأسلحة لكنهم تحولوا بين ليلة وضحاها إلى منظمة تقلق الجيش والنواب الأمريكيين.. ويرى بعض المراقبين أن الجماعة عززت علاقتها مع تنظيم القاعدة الأمر الذى أثار الكثير من المخاوف بشأن مدى خطورة «بوكو حرام» ليس فقط على نيجيريا إنما على العالم خاصة أن أعمال العنف أثارت شبح نشوب حرب دينية فى تلك الدولة الأفريقية.