قبل البدء فى جولة الإعادة وضعت أكتوبر سيناريوهات ما بعد الرئيس، والاحتمالات المتوقعة فى حالة فوز الفريق شفيق أو د. محمد مرسى حيث رأى البعض أن جولة الإعادة ستمر على خير، وأن فوز شفيق أو مرسى يعد من أعظم مكاسب الثورة، وأن نتيجة الصندوق ستكون القول الفصل فى الحكم بين الطرفين. فى حين رأى البعض الآخر أنه فى حالة فوز الفريق أحمد شفيق ستنقلب الدنيا رأساً على عقب، وتعم المظاهرات أرجاء مصر من أقصاها إلى أقصاها، واحتمال القيام بثورة جديدة لإسقاط مرشح الرئاسة. أما الفريق الثالث فيرى أنه فى حالة فوز مرسى سيعم الاستقرار أرجاء البلاد وحذر من قيام فتنة بين الإخوان والأقباط الذين وقفوا بجوار شفيق لإقامة الدولة المدنية. تفاصيل كثيرة، وآراء متنوعة شارك فيها خبراء فى السياسة والقانون وعلم الاجتماع السياسى فكان هذا التحقيق المهم..فى البداية يقول ناصر أمين رئيس مركز استقلال القضاة إن الوضع بالغ الخطورة بعد انتخابات رئيس الجمهورية لأن وصول أى من الطرفين سوف يؤدى إلى أزمة، فوجود شفيق على رأس السلطة سيثير مخاوف العديد من القوى الثورية من عودة النظام القديم مما يترتب عليه عودة الاحتجاجات التى قد تصل إلى العنف وأيضاً فى حالة وصول الدكتور محمد مرسى لرئاسة الجمهورية فإن الأمر لا يختلف كثيراً لأن هناك حالة من القلق والتوتر الشديد على مستقبل الدولة المدنية وقضايا المرأة والأقباط والحقوق الشخصية. وأضاف أمين أننا فى أزمة مزدوجة لأن الخيار الذى فرضته الانتخابات بالغ الحدة بين الطرفين وهذا الأمر هو الذى أحدث حالة من التوتر مؤكداً على ضرورة تقبل الأمر فى كل الأحوال وأن يكون هناك احترام لسيادة القانون ودولة المؤسسات. وعلى الجميع أن يقر ويعترف أن نتائج هذه المرحلة ليست معبرة عن إرادة الشعب المصرى وهذا ما حدث فى الانتخابات البرلمانية والاستفتاء على مواد الدستور حيث تم استقطاب للشعب وهو ما أدى إلى وجود أزمة فى المرحلة الانتقالية. صوت العقل ويقول عماد عبد الغفور رئيس حزب النور السلفى إن هناك تخوفا لدى القوى السياسية من سيطرة الإخوان وحزب الحرية والعدالة على الأمور وأن يعمل الإخوان من المنظور الضيق وتسير الأمور فى غير صالح البلاد، لكن إذا نجح الدكتور محمد مرسى فى تجميع القوى السياسية ومشاركتهم فى القرارات والسياسات العامة فإن هذا سيؤدى إلى بناء حقيقى للدولة والمؤسسات وتعود الأمور إلى طبيعتها ويصبح الشعب فى مأمن من جميع المخاطر وهذا هو صوت العقل والمنطق. وأوضح أنه فى حالة فوز الفريق أحمد شفيق فإن هناك مخاوف من عودة النظام القديم البائد وإعادة صياغته من جديد بشكل أكثر قوة وصلابة.. وبالتالى إجهاض الثورة وسرقتها وتفريقها من مضمونها والقضاء على الثوار وإقصاء كل التيارات المؤيدة للثورة وهذا السيناريو قد يكون الأسوأ فى ظل الظروف الحالية. وأضاف عبد الغفور: أما إذا عمل شفيق فى حالة فوزه برئاسة الجمهورية على تجميع فئات الشعب وعودة الاستثمار والسياحة وتحقيق التنمية وعودة الأمن دون العمل على إعادة النظام القديم فإن هذا يحد من الاحتجاجات. ومن جانبه يقول الدكتور نبيل لوقا بباوى الناشط السياسى على الجميع تقبل نتائج صناديق الانتخابات سواء كانت لصالح مرسى أو شفيق ونعمل جميعاً على بناء مصر الجديدة.. فنحن نحتاج إلى رئيس يمثل الشرعية للبلاد ويتكاتف معه الشعب بكل طوائفه للخروج من هذه المرحلة الصعبة التى نمر بها جميعاً وهذا ما يحدث فى كل دول العالم. فعندما تكون هناك انتخابات تقبل الشعوب نتيجتها وهذا ما نريد أن نصل إليه حتى تكون مصر الجديد قادرة على العمل من أجل دولة ديمقراطية قوية وكل هذا يرجع إلى مساعدة الرئيس على تخطى كل المراحل الصعبة والملفات التى تحتاج إلى الكثر من العمل من أجل إنجازها. وأضاف بباوى أننا فى حاجة إلى خلق ثقافة المواد والاختلاف ومهما وصلت هذه الاختلافات علينا أن نقبلها ونقبل الرأى الآخر. وطالب الجميع بالتكاتف للوصول إلى برلمان قوى ومؤسسة رئاسية يحترمها الجميع فالثورة خلقت مناخاً جديداً بعيداً عن التوريث والتزوير، لذلك يجب على الجميع النظر إلى المستقبل وفتح حوارات مع الإخوان المسلمين والأقباط والسلفيين وأعضاء التجمع والوفد والناصرى وأن تكون هذه ثقافة عامة للجميع السيناريو الأخطر الدكتور عبد الله الأشعل المرشح المنسحب فى انتخابات رئاسة الجمهورية يرى أنه فى حال فوز الدكتور محمد مرسى فمن الممكن أن يلتف حوله الشعب ويعمل على تحقيق أهداف الثورة والحوار مع التيارات والقوى التى لا تتفق مع تيارات الإسلام السياسى ومشاركة جميع فئات الشعب بمختلف توجهاتهم فى تنفيذ ووضع السياسات. لكن السيناريو الأصعب والأخطر حال فوز شفيق حسب قول الأشعل حيث سيكون هناك صراع بين الماضى والحاضر بين الماضى المتمثل فى أذناب الحزب الوطنى المنحل ورموز النظام السابق وما يملكون من أموال ونفوذ فى بعض المؤسسات الحكومية وخاصة الأمن وصراع مع الحاضر الذى فرضته الثورة من متطلبات جديدة على الساحة السياسية، فمصر لن تقبل بالإهانة مرة أخرى والخطير فى الأمر، كما يقول الأشعل أن يحدث انقسام بين أفراد المجتمع، من يريد مرسى هم الإسلاميون ومن يريد شفيق هم المسيحيون وهذا هو الخطر الحقيقى، للك يجب على القوى السياسية والشعب جميعاً أن يدركوا هذا الخطر المحقق ويتعاملوا مع المرحلة بحكمة للخروج بمصر من هذا النفق المظلم إلى النور. أخطاء القوى الثورية ويضيف الدكتور عماد على حسن الباحث السياسى أن الاستمرار فى المسار السياسى المطروح حالياً يفرض على المعارضة أن تنظم نفسها وأن تفتح للأحزاب السياسية أبوابها لتستقبل ملايين الراغبين فى المشاركة السياسية والباحثين عن عضويتها وأن تتلافى القوى الثورية العيوب التى وقعت فيها وأعطت أعداءها فرصة للانقضاض عليها وتشويهها. وسواء كان الرئيس القادم مرسى أو شفيق فإنه يجب تطهير الهيئات ورعاية الثقافة السياسية الإيجابية التى ولدت من رحم الثورة وتعزيزها فى المستقبل حتى تضمن تعميق الوعى بالشأن العام ليقطع الطريق أمام التلاعب بالشعب والتحكم فى مقدراته. وحان الوقت لاستثمار الإيجابية التى امتلكها الناس مع الثورة فأخذتهم من سلبية وتواكل إلى إيجابية وعمل، كل هذا يجعلنا نسير وفق استراتيجية مكتملة الأركان تضع فى اعتبارها ثلاثة أمور سياسية: أولها قضية الرئاسة أقل شأناً من قضية الدستور مهما كان اسم الرئيس لأنه الإطار العام الذى سيهيمن على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية. الأمر الآخر هو أن الرئيس المقبل لن يسمح له أحد أن يتجبر ويتغطرس ويتصرف معنا كأننا رعايا فهو سيكون موظفاً كبيراً أو خادماً للشعب فأى تمرد على هذا الدور من حق الشعب إزاحته عن منصبه وهذا يتطلب اليقظة التامة من القوى الثورية والسياسية حيال أى محاولة للتلاعب بالقواعد العامة التى تحكم تداول السلطة أو تغييرها أو إفسادها. الأمر الثالث أن الرئيس المقبل أمامه مشكلات معقدة تحتاج إلى جهد بالغ لمواجهتها وتبقى فرصة فشله أكبر من فرصة نجاحه، ويضيف الدكتور عماد قائلاً يأتى من يأتى فالمصريون لن يعودوا إلى الخلف ولن يدخلوا الكهوف أو الجحور فالشعب سيراقب ويلاحظ ويسجل ثم يقرر ويريد.