يبدو أن الرئيس المخلوع مبارك والمسئول الأول عن إزهاق أرواح الشباب وإسالة دمائهم الطاهرة فى ثورة 25 يناير العظيمة.. أراد أن يخفى عينيه عن رؤية الحق والعدل.. فارتدى النظارة السوداء يوم محاكمته حتى لا يرى دموع أمهات الشهداء.. والثكالى والأرامل.. وهم يبكون أبناءهم وأزواجهم وإخوانهم الذين سقطوا فى ميادين مصر برصاص وزير داخليته- حبيب العادلى- عندما خرجوا يطالبون بالحرية والكرامة والعيش الكريم. وللأسف الشديد أننا لم نرد الجميل لهؤلاء الشهداء- حتى الآن- الذين ضحوا بحياتهم فى سبيلنا جميعا.. ولم نقتص لهم ممن قتلهم، كما لم نرد الجميل لآف المصابين الذين فقدوا نور أبصارهم حتى نرى نحن الحرية. وكأننا لم نتعلم من دروس التاريخ.. فمازلنا نعيش فى حالة من الفوضى والتخبط والفرقة والانقسام والانفلات الأمنى البغيض والدخول فى أزمات ومصادمات.. فكل جماعة أو فصيل أو نخبة تريد أن تنقض على الثورة.. وتحقق المكاسب من ورائها! وللأسف فإن فلول النظام السابق البائد وعصاباته استطاعوا بالأموال التى نهبوها من دم الشعب.. واستحلوا ثرواته لصالحهم.. أن يؤججوا نار الفتنة بين أفراد الشعب.. ويشعلوا الانقسامات بينهم.. وأن ينفقوا الملايين على من أسموا أنفسهم جماعة أبناء مبارك أو جماعة «آسفين ياريس» وغيرهم من المأجورين.. فرغم أن الحكم على السفاح مبارك بالمؤبد وقبل الطعن عليه.. فإنهم مازالوا مستمرين فى غيهم وهدفهم وتصميمهم على إعادة هذا النظام البائد الفاسد واستنساخه بكل الطرق والوسائل الشرعية وغير الشرعية والشريفة وغير الشريفة. وخير دليل على ذلك التصريحات والأقوال التى يطلقها المرشح للرئاسة الذى يمثل النظام السابق.. والتى تؤجج نار الفتنة والطائفية بين أفراد الشعب الواحد.. وتدعو إلى الفرقة والانقسام من أجل الحصول على أصوات الناخبين.. حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة الوطن ومصلحة أبنائه ومستقبلهم.. فالفتنة نائمة.. ولعن الله من أيقظها.. فالقضايا التى يثيرها هذا المرشح ليس لها هدف إلا أن يحصد من ورائها الأصوات فقط، وأتحدى أن يستطيع تطبيق كل هذه الأحلام الوردية التى يطلقها ليلا ونهارا.. والتى ستحول مصر إلى جنة الله على أرضه وستقف فى مصاف الدول المتقدمة خلال أربع سنوات فقط.. فهذه التصريحات يستطيع أن يضحك بها على السذج فقط.. ولكنه لن يستطيع أن يضحك على كل الشعب! إننا فى حاجة إلى أن يتخلى كل منا عن أنانيته السياسية وأن يغلّب مصلحة الوطن على مصلحته وأطماعه الشخصية.. وقد شاهدنا فى ميدان التحرير- قبل أيام- بعض هؤلاء الذين يركبون الموجة وراء الأخرى.. ولا يريدون الاستقرار لهذا البلد ويريدون استمرار هذه الأوضاع المضطربة واللعب بالنار وبمشاعر هؤلاء الشباب الغاضب. *** إننا يجب أن نرجح صوت العقل والحكمة حتى نخرج من هذه الأزمة الخطيرة التى تمر بها مصر.. وحتى نستطيع حماية ثورتنا العظيمة.