لا مكان للنازيين الجدد.. شعار رفعه المتظاهرون الألمان احتجاجا على تصاعد الفكر النازى الذى أصبح مثار قلق للكثيرين الذين باتوا يرون أن الوضع لا يتحمل أزمة سياسية تضاف للأزمة الاقتصادية، وذلك بعد سلسلة الهجمات التى شهدتها أنحاء متفرقة من ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية ضد مواطنين أجانب، وهو ما دعا مجلس الوزراء الألمانى برئاسة المستشارة الألمانية «انجيلا ميركل» للموافقة على إنشاء بنك معلومات مركزى عن النازيين الجدد فى ألمانيا لجمع البيانات من جميع المؤسسات والهيئات المسئولة عن تتبع الجرائم. وفى اسبانيا تخشى الأوساط العمالية والنقابية استغلال الوضع الاجتماعى والاقتصادى المتردى فى البلاد لكى يوسع النازيون الجدد من نشاطاتهم ومحاولة كسب أعضاء جدد فى صفوفهم عن طريق تحميل اللاجئين والأجانب مسئولية المشاكل وأزمات البلاد الاقتصادية، حيث أشارت أرقام المرصد الأوروبى لمعاداة العنصرية والكراهية إلى تنامى حالات تعرض المسلمين والعرب فى أسبانيا للاعتداء عليهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة. كما شكل صعود الحزب النازى الجديد «الفجر الذهبى» مفاجأة فى الانتخابات التشريعية اليونانية بحصوله على 33 مقعدا فى البرلمان وهو ما أثار تخوف كثير من الأحزاب الأخرى فى اليونان من الحرب المعلنة من جانب الحزب الذى يتبنى أفكار النازيين الجدد الذين استغلوا غضب الكثير من اليونانيين تجاه الأزمة الاقتصادية والهجرة، وقد اعتبر عدد من الساسة فى أوروبا أن المشهد يهدد استقرار الأوضاع فى اليونان التى لا تحتمل أزمة تضاف لأزمتها الاقتصادية، فيما حمل رئيس مجموعة الاشتراكيين الديمقراطيين فى البرلمان الأوروبى «هانس سوبودا» كلا من الرئيس الفرنسى المنتهية ولايته «نيكولا ساركوزى» والمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» مسئولية صعود النازيين الجدد فى اليونان وتقدم اليمين المتطرف فى فرنسا. أما صربيا وكرواتيا فيعتبر النازيون فيهما من الأشد عداوة فى أوروبا للمسلمين واليهود، حيث يوجد الحزب اليمينى التابع للاتحاد الديمقراطى الكرواتى الذى يستمد قوته من الحركة الثورية الكرواتية «أوستاشا» التى أسسها «انتى بافيلك» مؤسس حزب الفاشية الكرواتى الذى تحالف فى السابق مع الحكومة النازية الألمانية فى الحرب العالمية الثانية. فى حين تمثلت العنصرية النازية فى بولندا بين جماعات الهوليجانز وهم يشكلون الغالبية من الشباب البولندى الذين تم وصفهم بأنهم الأكثر وحشية من بين هواة تشجيع كرة القدم فى أوروبا، حيث تزايدت العنصرية فى بولندا أيضا ضد المسلمين والعرب بعد أحداث 11 سبتمبر والهجمات على أوروبا. وفى بريطانيا أصبحت هذه الفئة تشكل مصدر قلق وإحراج كبير للحكومة البريطانية والشعب البريطانى بالمناسبات والاحتفالات حيث تقوم بإثارة الشغب والعراك فى الشواع تصل أحيانا إلى القتل. وتقوم مبادئ النازيين على التمييز العنصرى برفض اللاجئين والأقليات والعداء للسامية ومن أجل هذا اشعل هتلر فتيل الحرب العالمية الثانية عام 1939 والتى راح ضحيتها الملايين وسقوط برلين فى عام 1945 على أيدى قوات التحالف وعلى إثرها اعتقد الكثيرون ان الفكر النازى انتهى ولن يعود.