الكثير من الأقاويل والشائعات تطارد حاليا اتحاد الناشرين المصريين ورئيسه محمد رشاد عقب قيامه بشن حرب ضد بعض الناشرين وملاحقه أنشطتهم داخل مصر وخارجها، واتهامهم بالتزوير ووضعهم فى قائمة سوداء ضمت بعض دور النشر لا سيما العاملة فى سور الأزبكية، وذلك عقب تزوير كتاب «مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان» لمحمد حسنين هيكل والصادر عن دار الشروق وكتاب «الأيام الأخيرة لمبارك» لعبد اللطيف المناوى الصادر عن الدار المصرية اللبنانية التى يمتلكها محمد رشاد. رشاد أصدر قرارات بصفة شخصية لمسئولى المعارض الدولية لمنع هؤلاء الناشرين من المشاركة فيها أو غلق أجنحتهم بشكل ودى. إضافة إلى قيامه بمخاطبة شركات الشحن لتفتيش جميع الطرود الخاصة بالناشرين قبل مرورها من الميناء بمعرفة الاتحاد نفسه. كما أرسل عدة خطابات لبعض الجهات ذات الصلة بالناشرين المصريين، حيث وجه خطاباً يناشد فيه اعضاء الاتحاد بإرسال أىأحكام أو مستندات ضد أى ناشر وكل من يعمل فى مجال النشر والطباعة والتوزيع وقام بنسخ أو تزوير أو تقليد إصدار حتى يتم اتخاذ الإجراءات الجزائية ضدهم ومنعهم من الاشتراك فى المعارض وإبلاغ الوزارات والمؤسسات المحلية والخارجية بعدم التعامل معهم نهائياً. وأرسل خطابا آخر يطالب فيه خالد عبده- رئيس غرفه الطباعة بتشديد الرقابة على المطابع التى تتعامل مع من أطلق عليهم «مافيا التزوير» المتركزة فى القاهرة والإسكندرية. وخطاباً ثالث موجهاً لرئيس اتحاد الموزعين العرب ناشده فيه بتشديد الرقابة على شركات التوزيع وأنه على استعداد لتوقيع اتفاقية مشتركة بين الاتحادين لدعم دور الناشر والموزع. وخطاباً رابعاً لمحافظ القاهرة طلب فيه عدم تجدد الترخيص لموزعى وناشرى سور الأزبكية إلا بعد الرجوع لرئاسة الاتحاد الذى سيكون من حقه الموافقه على الترخيص من عدمه بناء على مدى التزام صاحبه بأعراف النشر التى أقرها الاتحاد. فى إطار آخر حصل رشاد على حكم شرعى من دار الإفتاء مقيد برقم 266 لسنة 2010 أرسله لأعضاء الاتحاد يحّرم شرعاً شراء أو بيع أو نشر أو توزيع كتاب دون الحصول على إذن كتابى من مؤلفه. إلى هنا لا يستطيع أحد أن ينكر على رشاد دوره فى مكافحة تزوير الكتب والاعتداء على حقوق الملكية الفكرية للمؤلف أو لأية دار نشر. لكن الذى آثار حفيظة الناشرين المصريين هو ثورة الغضب التى دفعت رشاد للتحرك بهذه القوة والتى حصروها فى تزوير كتابه الأخير لعبد اللطيف المناوى فى حين أن الكثير من الناشرين تقدموا للاتحاد ببلاغات على مدار وجوده فى رئاسة الاتحاد تفيد تزوير اصداراتهم، لكنه لم يحرك ساكناً وهو ما جعلهم يؤكدون أن معركة رشاد شخصية وأنه استقال منصبه كى يدافع عن مصالحه الخاصة دون مراعاة حقوق الناشرين المصريين. كما أنهم اتهموا رشاد بالزج بهم كوقود لمعركته فى الاحتفاظ برئاسة الاتحاد لاسيما أن الانتخابات لم يتبق عليها سوى أيام قلائل. إضافة إلى أنه قام بنشر قائمة سوداء منسوبة للاتحاد تضم أكثر من 17 دار نشر و13 مطبعة تمت تم الإساءة إليهم دون دليل أو محضر رسمى أو تحقيقات فى النيابة أو حكم قضائى يستند فيه على قيامهم بالتزوير وهو ما اضطرهم لتقديم بلاغات للنائب العام تتهمه بتشويه سمعتهم دون دليل، كما أنهم أعلنوا عن نيتهم لإضراب عام وتغطية دور النشر وأكشاك سور الأزبكية بلافتات سوداء والدخول فى اعتصام مفتوح أمام مقر الاتحاد اعتراضاً على سياسة رشاد ضدهم؟. يذكر أن القائمة السوداء التى تسربت للاتحاد ونسيت وضمت بعض الناشرين مثل وائل سمير- دار خلود للتراث، وممدوح على دار الحرم للتراث وعادل شومان وياسر رمضان وحسين سمير ومحمود حضاره، وإسماعيل فهمى ومحمود عطية وأحمد يوسف ومصطفى عبد الغفار ومحمد الجمل. إضافة لبعض المطابع التى وصفتها القائمة بالمزورة مثل مطبعة إبراهيم الخطيب- دار السلام، مطبعة عصام- دار السلام، مطبعة أحمد زيدان- أرض اللواء، مطابع وائل سمير ومحمد الباشا ومطبعة نوح وبحسب عدد من الناشرين فإن عاصفة رشاد معهم لن تمر بسلام لا سيما أنه كبدهم خسائر فادحة خلال المعارض السابقة وغلق الكثير من أجنحة الناشرين المصريين بحجة أنهم لم يتقدموا لها من خلال الاتحاد مثلما حدث فى معرض أبو ظبى ومعرض أربيل بإقليم كردستان بالعراق، وهو ما اعتبره الناشرون إساءة لهم وتحكم فى حركتهم وانتقدوا قرار ضرورة التقدم للمعارض الدولية وفق الاتفاق والتنسيق. بين إدارة المعارض والناشرين لأن الاتحاد لم يكن يوماً طرفاً فى مشاركتهم بالمعارض الدولية من عدمها. كما أبدى الناشرون استياءهم لحرمانهم من حصة التربية والتعليم فى الطباعة، وكذلك منح منظمةاليونسيف والبنك الدولى وهيئة المعونة الامريكية والاتحاد الأوروبى والمخصصة للناشرين المصريين، وأكدو أنهم لا يعلمون عنها شيئاً ولا عن شروطها أو المناقصات الخاصة بها، وذكروا أن رئيس الاتحاد يستحوذ على جميع تفاصيلها ولا يكشفها سوى للمقربين منه. من جهته أوضح الجميلى أحمد- صاحب دار وعد- أن أزمة رشاد مع الناشرين ومكتبات سور الأزبكية ما هى إلا امتداد لحرب قديمة لم تتوقف بعد، لاسيما مع سور الأزبكية منذ أن أرادوا منعه من المشاركة فى معرض القاهرة الدولى بحجة اتهامهم بالتزوير دون دليل، فسور الأزبكية لا يجب المساس به فهو يمثل تاريخ وحضارة مصر. وأضاف: إذا كان هناك متهمون فيجب تقديمهم للنيابة والجهات المختصة حتى لا تعمم الاتهامات جزافا، مشيرا إلى أن وزير الثقافة رغم علمه بالأحداث الحالية المشتعلة لم يتدخل لوقف اعتداء رشاد على الناشرين رغم أنها مشكلة شخصية جدا لمجرد تزوير كتاب خاص بالدار المصرية اللبنانية التى يمتلكها رشاد، وكان عليه ألا يقحم الاتحاد فى هذه الأزمة، فهو يستخدم منصبه لتصفية حساباته مع خصومه فى سوق النشر، فكيف يصبح الحكم والخصم فى نفس الوقت؟. ولا يحق له أن يصف سور الأزبكية ببؤرة للتزوير فهو يتهم الجميع دون دليل ولم يتحرك إلا بعد أن وقع فى مصيدة التزوير، والاتحاد بدلا من أن يحافظ على حقوق الناشرين وينظم أدبيات العمل يتم الزج به فى مصالح خاصة، فحصة الناشرين من التربية والتعليم لا تقل عن 12 مليون جنيه سنويا يتم إرساؤها بالكامل لدار محمد رشاد، والاتحاد لا يخطر أحدا حتى يتقدم لها، ولا يطرح شروطها على الملأ. وأكد محمود عبد الرحمن- أحد الناشرين- أن رئيس الاتحاد استيقظ فجأة ودون نقاش وحاول أن يحاسب المزورين بعد أن وقع ضحية للتزوير، لكنه من قبل لم يعط اهتماما للأمر، وبالتالى فما ذنب الناشرين الذين وردت أسماؤهم فى قائمة سوداء منسوبة للاتحاد دون وجود دليل حقيقى أو اتهام من النيابة أو حكم قضائى يستند إليه فى هذا الاتهام حتى يتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين والمزورين. ويشير ياسر رمضان- أحد الناشرين- إلى أن رئيس الاتحاد يسعى إلى تصفية حساباته مع منافسيه والزج بهم فى أزمة مفتعلة لتشويه سمعتهم، وأنه لو كان لديه دليل واحد على أنهم مزورون لتقدم به للنيابة، وهو ما دفعهم لتقديم بلاغ للنائب العام ضده. وأكد أن رشاد يحاول بعلاقاته الخاصة مع مسئولى المعارض الدولية أن يكبدهم خسائر فادحة بغلق أجنحتهم ومنعهم من المشاركة وتفتيش الطرود الخاصة بهم وحصر جميع تعاملاتهم من خلال الاتحاد بذريعة التزوير وبتهم وهمية وبحجة حماية المهنة. وأشار حربى محسب- شيخ سور الأزبكية إلى أن إقحام سور الأزبكية والناشرين فى مشكلة شخصية هو انفلات أخلاقى، فإذا كان هناك مزور يجب تقديمه للمحاكمة، لكن التشهير بالناشرين دون وجه حق ما هو إلا معركة أراد أن يشعلها رشاد للقضاء على سور الأزبكية وتهميش أصحابه باعتبار أنهم بؤرة فساد للتزوير مثلما يرددون، فسور الأزبكية هو ذاكرة أمة، وكان يجب أن يوضع على خريطة مصر السياحية.