رغم الأحداث السلبية التى تتعرض لها السياحة المصرية من تكرار لحوادث الاختطاف وضعف الانتشار الأمنى، فإن القاهرة كان لها حضور متميز خلال فعاليات بورصة السياحة الدولية بمعرض «Emitt» الذى أقيم باسطنبول. كما أكدت الدول المشاركة «60 دولة» على قدرة السياحة المصرية على التعافى من الأزمات الحالية خاصة أن القاهرة تمثل مقصداً سياحياً متميزاً وتتمتع بثقل كبير لدى منظمى الرحلات العالمية.وزير السياحة التركى أرطغول غوناى أعلن فى رسالة واضحة خلال الفعاليات أن تركيا «حكومة وشعبا» تثق بأن الأحداث التى تشهدها مصر لن تكون عائقاً أمام مسيرة الديمقراطية التى انطلقت مع ثورة 25 يناير، مؤكدا أن مصر دولة سياحية كبرى فى المنطقة ولها وزنها السياسى على المستوى الدولى. وأشار إلى أن الحكومة التركية تراهن على عودة الاستقرار والأمن إلى مصر قبل الانتخابات الرئاسية للقيام بدورها الأساسى فى النمو الاقتصادى فى المنطقة بالكامل . وخلال تفقده للجناح المصرى حيث رافقه السفير المصرى لدى تركيا عبدالرحمن صلاح الدين ونهاد جمال الدين المستشار السياحى بتركيا، قال: إن السياحة المصرية هى عمود وأساس الاقتصاد بالشرق الأوسط، وأنها قادرة على تجاوز أزمات هذه الفترة. وكشف غوناى أن هناك عدداً من المشروعات السياحية المشتركة ستتم إقامتها فى مصر خلال الفترة القادمة بالاتفاق بين الحكومتين من خلال المستثمرين ورجال الأعمال الأتراك والمصريين، معلنا أنه سيتم فتح جسر سياحى جديد بين البلدين بصفه خاصة ثم إلى الأسواق العالمية الأخرى. ثقة كبيرة فيما أكدت نهاد جمال الدين المستشار السياحى لمصر بتركيا واليونان ودول البلقان، أن هناك ثقة كبيرة لدى صناع القرار السياحى فى العالم فى المقصد السياحى المصرى، لأن مصر كثيرا ما تعرضت لأزمات سياحية، ولكنها سرعان ما تتعافى وتعود فى وقت قياسى إلى معدلاتها الطبيعية، ولذا فإن مصر ترأست لجنة الأزمات التابعة لمنظمة السياحة العالمية لقدرتها على تجاوز الأزمات ووضع خطط عاجلة من أجل استعادة السياحة الدولية إليها. وأشارت إلى أن السياحة بين مصر وتركيا ستظل قائمة رغم التأثيرات السلبية للأحداث الأخيرة فى مصر، ولكن هناك نسبة انخفاض وصلت إلى 50% بسبب الأحداث السابقة، لتصل إلى 34 ألف سائح تركى عام 2011، حيث بلغت نسبة السياحة الوافدة من تركيا عام 2010 أكثر من 63 ألف سائح . فيما حققت تركيا خلال العام الماضى 31.5 مليون سائح و 28 مليار دولار بزيادة 2.5 مليون سائح على 2010، وذلك بسبب استحواذها على جزء من حصة مصر وتونس بسبب الثورات العربية. الأحداث السلبية وعن الأحداث التى أثرت سلبا على حركة السياحة بين مصر وتركيا، قالت نهاد إن حوادث الاختطاف والسطو بشرم الشيخ أهم الأحداث السلبية، ولذلك كان الاهتمام الأكبر بالمشاركة فقط بمعرض «em?tt « لأنه أكبر المعارض السياحية فى تركيا. وأشارت إلى إمكانية عودة السياحة التركية إلى مصر خلال فترة الصيف شريطة مرور الفترة القادمة دون أحداث سلبية ومرور الانتخابات الرئاسية بسلام ،كما مرت انتخابات مجلس الشعب، وبعدها ستبدأ الحملة التسويقية فى تركيا خلال شهر مايو القادم التى تم إيقافها منذ شهرين بسبب عدم جدواها فى الوقت الحالى . وأكدت المستشار السياحى أنه لايمكن الغياب عن معرض «em?tt» السياحى بعد الأحداث السلبية الأخيرة وخاصة «مجزرة بورسعيد» لأنها تعنى ببساطة خروج مصر من خريطة منظمى الرحلات فى تركيا والدول الأوروبية. همزة وصل وكشف عبد الرحمن صلاح الدين السفير المصرى بتركيا أن حجم السياحة التركية الوافدة لمصر متواضع جدا بالنسبة لحجم السياحة التركية، ونستهدف خلال الفترة القادمة فى حالة الاستقرار الأمنى والسياسى فى مصر مضاعفة العدد الذى حقق عام 2011، مشيراً إلى أن عودة الاستقرار الأمنى إلى مصر بداية تذليل جميع العقبات التى تواجة صناعة السياحه الآن، فمصر وتركيا تمثل أكثر من نصف سكان الشرق الأوسط ، فاتحاد كل من مصر وتركيا يمثل استقرار للمنطقة، مؤكدا أن مصر وتركيا همزة وصل بين القارات المختلفة، كما تعتبر معبر لاتفاقية «الكويز»، وأشار صلاح الدين أن مصر تتعامل مع الاستثمارات التركية على أنها صناعات مصرية والتى تبلغ ملياراً ونصف دولار. برامج معطلة وعن عدم تفعيل البرامج السياحية المشتركة بين مصر وتركيا برغم الإعلان عنها منذ ثلاث سنوات، قال السفير إنه بالفعل بدأ التفعيل بعد زيارة عبد الله جول رئيس تركيا لمصر بعد ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام المقروء والمسموع بتركيا تنقل صورة متفائلة عن استقرار الأحوال بمصر، عكس ما تنقله وسائل الإعلام المصرية. وعن نسبة التبادل التجارى أكد صلاح الدين أنها وصلت إلى 3 ونصف مليار دولار بزيادة نصف مليار دولار على عام 2010 حيث زادت الصادرات نتيجة الاتفاقيات والالتزامات المسبقة. وكشف صلاح الدين عن افتتاح خط تجارة الترانزيت بين ميناءى مارسين «التركى» والإسكندرية لنقل البضائع بالشاحنات بين البلدين الشهر القادم، بطاقة تبلغ 40 ألف شاحنة وستتم زيادتها من خلال الاستفادة من الاستثمارات التركية والأجنبية الموجودة بمصر والاتفاقيات التجارية الموقعة مع كل من الاتحاد الأوروبى والدول العربية. مشيرا إلى تقديم كافة التسهيلات للاستفادة من حركة التجارة التركية والأوروبية إلى منطقتى الخليج العربى وشمال أفريقيا، وبذلك ستتحول الإسكندرية إلى منطقة تجارة عالمية جاذبة للاستثمارات الأجنبية.. تأثير سلبى وكان للربيع العربى تأثير فى المشاركة بمعرض « em?tt» حيث تغيبت عن المشاركة كل من اليمن والجماهيرية الليبية، على الرغم من أن اليمن هى دولة ضيف الشرف هذا العام. فيما نجح الوفد المصرى المشارك فى بورصة اسطنبول الدولية للسياحة، برغم الأحداث السلبية العديدة التى توالت على السياحة خلال الأيام الماضية فى إقناع الشركات ومنظمى الرحلات الأتراك والدول المشاركة فى المعرض بعدم رفع اسم مصر من برامجهم للموسم الصيفى الذى يبدأ شهر مايو المقبل. وأشار تامر الشاعر، عضو الوفد المصرى وعضو الجمعية العمومية للاتحاد المصرى للغرف السياحية إلى أنه برغم الأحداث التى تشهدها مصر حاليا من عدم وجود استقرار أمنى وحوادث الاختطاف للسائحين، فإن مصر كمقصد فريد ومتميز له ثقل كبير لدى منظمى الرحلات، موضحا أنه تم الاتفاق مع منظمى الرحلات الأتراك لعمل برامج سياحية مشتركة وسيتم استقبال أول أفواج لمجموعات من اليابان بعد عودة شركة مصر للطيران لتشغيل رحلاتها إلى طوكيو فى أبريل القادم.