لأنها دار المعارف العريقة صاحبة التاريخ التنويرى منذ إطلالتها على الخريطة الثقافية والمعرفية فى مصر منذ عام 1890 رافعة شعارها المبتكر خذ المعارف من دارالمعارف والتى قدمت الرافعى وهيكل والعقاد وضيف والمازنى وعائشة عبدالرحمن وغيرهم كثر. ولأنها مجلة أكتوبر أكثر المؤسسات الصحفية احتفاءً بالثقافة والمبدعين منذ عددها الأول فى 1976.. كان من الطبيعى والمنطقى أن يبادرا معاً فى تبنى مسابقة ثقافية كبرى لاكتشاف كتابة جديدة، لشباب مبدع تليق بثورة معجزة بكل المقاييس، وأن يشرفنا بتوزيع جوائزها وزير الثقافة د. شاكر عبد الحميد مع باقى من كبار المثقفين والكتاب. بدأ الحفل بكلمة رئيس مجلس الإدارة الأستاذ إسماعيل منتصر الذى رحّب بشباب المبدعين، متمنياً أن تكون مساهمتنا هذه هى البداية التى تضعهم على طريق النجاح واللمعان وتفتح لهم أبواب الشُهرة والذيوع، كاشفا عن خطة الدار الطموحة لتشجيع الشباب واكتشاف أصحاب المواهب فى مختلف دروب الإبداع والثقافة والتى سيطلقها قريباً واعداً أن تكون مكافأتها مجزية وتليق بهم، مؤكداً أن مشاركة وزير الثقافة د. شاكر عبد الحميد لنا تضيف تقديراً خاصاً لهؤلاء الشباب ولهذه الجائزة، خاصة إذا عرفنا أنه جاء من اجتماع رئاسة الوزراء مباشرة علينا. أما رئيس التحرير الأستاذ محسن حسنين فأعلن عن سعادته بأن يجلس وسط باقة من كبار الأساتذة التى تعلم منهم وشكلوا جزءاً من وجدانه الثقافى والإبداعى، واعداً أن المجلة لن تتوقف عن تبنى ودعم الأدب والثقافة خاصة من جيل الشباب ومؤكداً أن الإبداع الذى يعبر عن روح الثورة وكرامتها لم يكتب بعد ولم يتبلور حتى الآن، وأن الأيام القادمة حبلى بالأفضل على جميع الأصعدة وأن القادم سيكون الأجمل رغم تنكر الأشقاء والأصدقاء الذين قدمت لهم مصر كل عزيز وغالى برغم إمكانياتها المادية المتواضعة وظروفها الصعبة فلم تبخل معهم أو تمن عليهم. وقال الدكتور عاطف العراقى إن صلته بدارالمعارف تعود إلى بداياته الجامعية وأن أول كتاب قام بتأليفه وهو «النزعة العقلية فى فلسفة ابن رشد» طبعته له دارالمعارف عام 1968، وأعيد طبعه بعد ذلك أكثر من عشر مرات، شارحاً كيف أن العروبة كما وصفها د. زكى نجيب محمود هى ثقافة قبل أن تكون سياسة، وأن الأمم لا تتمايز إلا بالثقافة كما أوضح د. طه حسين، وأن توفيق الحكيم كان يدعو دائماً بالاهتمام بالعقول والرؤوس لا أن تولى كل رعايتنا للأقدام لاعبى الكرة، وأوضح أن عدد الكتب التى قام بتأليفها لدار المعارف أكثر من عشرة كتب، متمنياً لدار المعارف التى اهتمت بتقديم كبار الكتاب والمثقفين فى العهود السابقة أن تهتم بشباب المثقفين الذين يصنعون مستقبل مصر الآن وغداً. وقال الشاعر أحمد سويلم إن هذه المسابقة تحمل معانى نبيلة كثيرة وتؤكد أن الثورة إبداع وبدون أن تثور على الواقع المألوف ونحلم بالواقع الأفضل فلن تخطو خطوة فى طريق التقدم، فالإبداع فى جوهره تمرد على كل ردىء وقبيح وحلم بعالم أفضل، وهذه المسابقة تؤكد أن مصر غنية بأبنائها وشبابها الذين سارعوا بالمشاركة فيها، وقدموا فى شهر واحد مئات الأعمال والتجارب الإبداعية، راجياً أن تتبنى دارالمعارف والمجلة مسابقات أخرى ليس فى القصة فقط ولكن فى الشِعر والرواية والقصة لأن هذا هو المأمول منهما وتدعيماً لتراثهما وعطائهما. أما الأديب بسام الشماع فقال تعلمت الهجائية فى المدرسة وتعلمت الكتابة فى دارالمعارف، نحن أول من عمل ثورة فى العالم، هذه حقيقة موثقة وهى ثورة الفنانين والكتبة فى أيام الملك رمسيس الثالث وكانت من دير المدينة إلى معبد الراميسيون ينادون فيها ليس فى بيوتنا خبز ويهتفون أعطونا خبزنا، فصرخة الخبز الأولى كانت من مصر فى عام 1050 قبل الميلاد، والصرخة الأخيرة كانت فى 25 يناير 2011، ونحن الحضارة الوحيدة التى قالت إن الخبز هو العيش، هو الحياة.. وأضاف أن الكاتب فى مصر كان مسجلاً عند الحكام، وكلامه محترم من الجميع، وكانت أعلى مهنة فى مصر هى مهنة الكاتب وكان هو الوحيد الذى لا يدفع الضرائب تقديراً له. وعن ختام الحفل الذى استمر لأكثر من ثلاث ساعات فكانت لوزير الثقافة د. شاكر عبد الحميد الذى أكد أنه كان حريصاً على حضور هذا اللقاء برغم كل الظروف والمواعيد، لأن المناسبة تستحق، والدار تستحق والمجلة تستحق، والمسابقة تستحق، فمصر لم تتقدم إلا بالإبداع وبالاهتمام بالمبدعين، وأن الإبداع هو القدرة على الإتيان بالجديد والمفيد ليس فى الكتابة والثقافة فقط ولكن تشمل كل نواحى الحياة من تعامل وسلوك وفكر وحوار. مشيراً إلى أن من الأساليب المهمة فى تحفيز الإبداع هو هذه المسابقات واحتواءها والجوائز التى تستثير الذهن وتعمل على تحفيز الخيال، كاشفاً سراً من أسراره وهى أنه لا يجيد الارتجال - الذى قام به الآن - ويفضل دائماً أن يجهز نفسه ويحضر لها ويستعد لكل مقام بمقال، ولكنه يتمثل قول النفرى كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة، فهو الآن شعوره بالسعادة كبير ولكن تعبيره عنها يضيق. وقد جاءت نتيجة المسابقة التى شارك فيها مئات من المتسابقين بفوز خمسة متسابقين، شكل الترتيب بينهم معضلة، فكل قصة منها تستحق أن تفوز بالترتيب الأول، الجائزة الأولى عن قصة سداسية الوصول إلى الميدان للقاص محمود أحمد على، الجائزة الأولى مكرر لقصة الفتى عبدالله للقاص يوسف ماهر، الجائزة الثانية لقصة سيدة الجنزبيل للقاص جهاد الرملى، الجائزة الثالثة مكرر لقصة زهور برية فى الميدان للقاصة هالة مصطفى أحمد والجائزة الثالثة عن قصة 25 يناير لوحات معدنية جديدة للقاص محمد عبدالحافظ ناصف.