فيلم «أمن دولت» الذى كتبه «نادر صلاح الدين» وأخرجه «أكرم فريد»، وقام ببطولته «حماده هلال»، يقدم نموذجاً للطريقة التى تصنع بها سينما التلفيق والهزار والفبركة حيث يتم وضع خليط غير متجانس يجعلك تشعر بالتشوش، وحيث يمتزج السياسى بالرومانسى الغنائى على اعتبار إننا فى موسم عيد، وعلى أساس أن يحقق الفيلم إيرادات جيدة هى فى الحقيقة العيديّة التى صرفها جمهور السينما. هناك موضوعان وفكرتان تتبادلان الظهور والاختفاء، الأولى هى إدانة ممارسات جهاز أمن الدولة فى التعذيب وانتهاك حقوق الانسان؟ مما أدى لثورة 25 يناير، والثانية هى العلاقة التى تنشأ بين شخص غريب ومجموعة من الأطفال الذين كُلف بحمايتهم، ومع بداية الفيلم تشعر أنك أمام فيلم يستوحى من جديد شخصية المفتش الفاشل «كلوزو» التى قدم هانى رمزى فيلمين عن عالمها، فالضابط حسام الفرشوطى «حماده هلال» يقتل إرهابياً عن طريق الخطأ فيعتبرونه بطلاً، ويرقونه إلى رتبة رائد فى جهاز أمن الدولة، ومرة أخرى نراه وهو يحصل بالصدفة المفتعلة على اعترافات إرهابى آخر، وإذ تعتقد أن الفيلم سيسير على هذا النحو، خاصة بعد أن نعرف أن حسام دخل كلية الشرطة دون إرادته، وبناء على طلب والده عضو مجلس الشعب «أحمد حلاوة» لكننا نتحول إلى مسار آخر عندما يكلف الضابط الفاشل بحماية أولاد دبلوماسية مصرية تعرضت للتهديد، لأنها تعد تقريراً لن نعرف تفاصيله أبداً عن إسرائيل، ومنذ اللحظة التى يدخل فيها «حسام» إلى الفيلا لحماية الأبناء الخمسة الذين يعيشون مع جدتهم، تدخل فى تفصيلات ومقالب أقرب إلى عالم فيلم «الدادة دودى» الذى لعبت بطولته «ياسمين عبد العزيز» وأخرجه «على إدريس» وكتبه أيضاً «نادر صلاح الدين»، سنجد تقريباً نفس الخطوات من العداء بعد التعارف، إلى الذهاب إلى المدارس.. إلى التعرف على مشكلاتهم النفسية والاجتماعية عن طريق الاخصائية الجميلة «شرى عادل»، ولكن المقالب هنا تزداد سماجة وغُلظة خاصة مع وجود الجدّة فاقدة الزمن والباحثة عن أى شخص يعطيها الحقنة، وخاصة مع وصول الأمر إلى قيام الضابط «الذى لن نشاهده يحمى أحداً ولو حتى نفسه» بدور الأب والأم والدادة معاً، بالإضافة إلى قيامه بالغناء فجأة، دون سابق إنذار، وفى أماكن مختلفة من فرح شعبى فى القرية، إلى حفل عيد ميلاد، كما سيعيش قصة حب سريعة مع الاخصائية الحسناء تقريباً نسينا حكاية تهديد إسرائيل للأطفال وحكاية أمن الدولة وسط مقالب أولاد «دولت» وهو اسم السيدة الدبلوماسية، فجأة يتذكر المؤلف موضوعه السياسى فتكتشف أن أحد أبناء السيدة من الشباب الذين ينشرون سيديهات التعذيب على الانترنت، ويستقيل حسام من وظيفته بعد أن أنهى رئيسه مهمته للتفرغ لمواجهة الشباب الثائر، تندلع الثورة التى تحشر مشاهدها حشراً، وتعود الدبلوماسية لأولادها، ويتزوج حسام من حبيبته فى فيلم مشوش مسلوق ومُفبرك وتائه بين تجاوزات أمن الدولة، ومقالب أولاد الست دولت!