يُقدّم الثنائى «خالد يوسف» و«ناصر عبد الرحمن» فى فيلمهما الجديد «كف القمر» أحد أهم أفلام الموسم السينمائى لعام 2011، ورغم أن الفيلم لا يخلو من بعض المشكلات الفنية إلاّ أننا أمام سيناريو متماسك عموماً، يعرف كيف يمتلك فكرته الجميلة التى تنتصر فى النهاية لشعار «الكل فى واحد»، ويطالبْ فى الوقت نفسه بأن نبدأ البناء من جديد على أساس المساواة دون تسلّط أو ديكتاتورية، ولو حتى بمنطق الأخ الأكبر الذى يقوم بدور بديل الأب. الفكرة بسيطة وعميقة فى الوقت نفسه، فالأم قمر «وفاء عامر» تطلب ساعة مرضها الأخير أن ترى أولادها الخمسة الذين ذهبوا إلى القاهرة بحثاً عن الرزق والعمل، نسوا المنزل الذى تقيم فيه، فاقتحمه اللصوص بعد أن هَدَمُوا جدرانه، بسبب مضاعفات مرض السكر تنتظر كفّ الأم البترْ، تاه الأولاد الخمسة فى العاصمة: الأخ الأكبر «زكرى» (خالد صالح) شغله البحث عن المال لكى يتزوج من جميلة (غادة عبد الرازق)، عمل قاتلاً أجيراً، وامتهن صناعة السلاح، وأصبح مقاولاً، ولكنه تحوّل إلى ديكتاتور يريد أن يتحكم فى حياة إخوته، تصادم مع أخيه الصارم المستقيم «ضاحى» (ياسر المصرى)، ومع أخيه تاجر المخدرات «جودة» (صبرى فوّاز)، ومع أخيه العامل فى أحد محلات العصير «بكر» (حسن الرّداد)، ومع أخيه الأصغر، البائع فى أحد محلات شرائط الكاسيت، ثم راقص التنّورة «ياسين» (هيثم أحمد زكى). كان الإخوة الذين يمثلّون أصابع كفّ قمر يزورون أمهم معاً، ثم أصبحوا يزورونها منفردين، ثم انقطعوا عن زيارتها، ورفضت هى أن يقوم واحد فقط ببناء البيت، أرادتهم معاً مثل كفّ اليد، عندما يعرف «زكرى» بأن الأم فى مرض الاحتضار يبدأ رحلة البحث عن أخوته الذين اختلفوا معه لأسباب مختلفة، يطوف مُدناً مختلفة وكأنه يجمع أشلاءً متفرقه مثل «إيزيس»، عندما يعود سيجد الأم وقد بُترت يدها، توّدعه وتموت، ولكن الأخوة يتشاركون فى بناء البيت بالخرسانة المسّلحة، يعودون من جديد للتعاون فى معنى له أبعاد السياسة الاجتماعية والأنسانية، وبطريقة قوية ومؤثرة. وقع الكثير من الاضطراب فى السرد خاصة فى النصف الثانى من الفيلم لعدم ضبط مشاهد العودة إلى الماضى على مستوى البناء بأكمله، وأفلتت أيضاً بعض الثغرات والمواقف الغامضة كأنْ تبدو شخصية مثل «لبنى» (جومانة مراد) حائرة بين زكرى وبكر والمفلوس، وكأنْ يكون والد الأخوة باحثاً عن الآثار، ويفقد حياته بسببها ثم يثأرْ «زكرى» لمقتله فى تداعيات أثقلت البناء ولم تخدم الخط الأساسى، ولكن أداء الممثلين المتميز واجتهادهم، باستثناء «وفاء عامر» التى أدت دور الأم بطريقة غير مُقنعة، ثم براعة كتابة بعض المشاهد المؤثرة، وصورة «رمسيس مرزوق» وديكور عادل المغربى، كلها عناصر ساهمت فى تقديم فيلم يستحق المشاهدة والمنافسة.