طلبة كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية لا يجدون مقاعد قاعات الدروس رغم وجود ثلاثة مقار للكلية فى مناطق مظلوم وجليم وجنا كليس . وبعض هذه المقار مثل مقر جنا كليس ذو طابع أثرى، حيث إنه عبارة عن فيلا ذات طراز معمارى فريد يجمع بين العمارة الايطالية واليونانية. كما أن طلبة بعض الأقسام فى كلية الآداب بجامعة الإسكندرية لا يجدون مكاناً لتلقى الدروس ومنهم طلبة الدراسات العليا الذين يدفعون مصروفات باهظة بذريعة من إدارة الكلية أنها تضم 16 قسماً والمدرجات مشغولة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء وزاد الطين بلة ظاهرة التعليم المفتوح وزيادة أعداد الطلاب فى بعض الكليات عن طاقتها بهدف جمع الفلوس دون مراعاة الجودة واكتساب العلم الصحيح. وقد أسفرت هذه الأعداد المتزايدة أن أصبحت المدرجات وقاعات الدروس مكتظة على آخرها ومثال ذلك كلية الفنون الجميلة التى كان متوسط عدد طلابها لا يتجاوز الثلاثمائة وأصبحوا حوالى 600 طالب ولم تقتصر الأمور على ظاهرة تزايد الأعداد الغفيرة بل ابتدعت الكليات صورا شاذة لجباية الأموال بحق وبدون حق. فعندما كنا طلابا فى سبعينيات القرن الماضى كنا ندفع مصروفات الكلية حوالى 4 جنيهات وبحافظة المصروفات نستخرج كارنيه الكلية مجاناً وأى شهادات أخرى وبطاقة مجانية للعلاج. ولكن الآن استخرج كارنيه الكلية وحده ب 25 جنيها وكل ورقة تستخرج للطالب عليها رسوم جباية وأصبحت المصروفات تتجاوز المائة والخمسين جنيهاً والدراسات العليا أكثر من 500 جنيه. كل هذه الارتفاعات الجنونية فى مصروفات الكليات يقابلها للأسف الشديد تدن فى المستوى التعليمى والأكاديمى فالأساتذة لم يعد لمعظمهم الوقت الكافى لتلقين طلابهم ما تعلموه وأصبحوا يبحثون عن انتداب فى كليات أخرى والمعيدون أصبحوا تجاراً فى إعطاء الدروس الخصوصية بحثا عن المال الوفير بدعوى أن مرتبهم الذى لا يتجاوز الألف جنيه لا يكفيهم انتقالات. إن جامعة الإسكندرية ثانى جامعة مصرية بعد جامعة القاهرة ورغم عراقتها إلا أنها تتعرض لانتكاسة فى بعض كلياتها وتدنى مستوى التعليم بها وشيوع ظاهرة التيك واى على حساب الجودة والعلم.