آخر ما كنت أتصور حدوثه أن تنتهى العلاقة بين أستاذ جامعى وطلابه داخل قسم للشرطة.. وأقول ذلك بعد أن تقدم طلاب بكلية الطب البيطرى جامعة المنصورة ببلاغ إلى الشرطة ضد عميد الكلية والذى دهست سيارة الميكروباص التى كان يستقلها مع عميد كلية الآداب 4 من الطلاب داخل الحرم الجامعى، بعد أن حاصروها لمدة طويلة فى تظاهرة حاشدة لعدم تقديمهما الاستقالة قبل المشاركة فى إنتخاب رئيس جديد للجامعة. والموقف برمته يحتاج إلى وقفة.. الطلاب المتظاهرون ثائرون ضد الطريقة التى جاء بها العمداء، وليس ضد شخصهم.. والعمداء المعاندون المتكبرون يعلمون أنهم جاءوا لهذا المنصب من رحم حزب فاسد وحكومة فاسدة استندت فى اختيارها لهم على تقارير ومعايير هى أيضاً فاسدة.. الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالى قال إن القانون لا يعيطة حق إقالة العمداء.. وكان عليه أن يضغط.وأن يبحث عن مخرج قانونى للأزمة.. ولو بتعديل القانون.. ولكنه لم يفعل.. فكانت هذه النتيجة التى وصلنا إليها.. عمداء الفلول يعيدون سيطرة رجال الحزب الفاسد لرئاسة الجامعات.. يقودون مسيرة التعليم الهابط وليس العالى لتخريج الفاشلين فى كل مجال.. نسوا أنفسهم ودورهم، وأصبحوا تجاراًوحولوا الجامعات إلى سوق سوداء للكتاب وسويقة للدروس الخصوصية.