مباحثات مهمة أجراها النائب الأول للرئيس السودانى على عثمان طه فى القاهرة.. مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير طنطاوى ورئيس الحكومة عصام شرف وينتظر أن تشهد الأيام والأسابيع المقبلة نتائج متقدمة فى الكثير من الملفات التى ضاعت على طريق العلاقة بين البلدين طوال السنوات الماضية وعطلت التكامل بينهما. وفى لقاء جمع طه مع القوى السياسية المصرية ووسائل الإعلام تحدث النائب الأول عن المخاطر والتحديات التى تتربص بمصر والعالم العربى وحدد أدوات التعامل معها.. وشدد على تقديم السودان كامل الدعم لمصر فى المرحلة الراهنة، وكشف الكثير عن ملابسات انفصال الجنوب واستبعد تماما تكرار السيناريو ذاته فى أية بقعة بالسودان. وأشاد بما أنجزته الثورة المصرية واعتبر الأمن القومى العربى خطاً أحمر يدافع عنه الجميع ضد المخططات الغربية. وحذر النائب الأول للرئيس السودانى على عثمان طه من محاولات البعض إثارة الفتنة بين مصر والسودان مشيداً بثورة 25 يناير وإنجازاتها الكثيرة، لافتا إلى أن الثورة سيكون لها أثرها البعيد المدى فى مصر وخارجها ونحن ندرك تماما ثقل مصر العربى والدولى، لذا كانت زيارتى لمصر لأننا نؤثر ونتأثر بما يحدث فى مصر فهى عمقنا القومى.. كما أشار إلى أن لمصر حضورها الخاص والمتميز فى كل الحقب وعلى مر العصور، وسيظل التقدير لدور مصر التاريخى وما تمر به حالياً هو تغيير طبيعى والتغيير سُنّة الحياة. وتحدث عثمان عن رؤيته لمستقبل مصر قائلاً: إن الأفق الرحب الذى انفتح أمام القيادة المصرية يطرح تحديا أساسيا حول إدارة الصراع والحوار.. مع المتربصين فى الداخل والخارج.. وقال أيضاً إن الديمقراطية ليست مؤسسات ولا غالب ولا مغلوب وإنما هى مضمون أدق وأعمق لأنها ليست لعبة قديمة فى طريق جديد.. لأن مصر عرفت الديمقراطية حتى من قبل ثورة «52» وكان لها دستور وانتخابات وبالتالى فإن ما تشهده اليوم من تعطيل حول تنفيذ رؤية المستقبل وبرامجه أمراً يجب أن نكون حذرين فى التعامل معه. وأضاف أن التغيير لن يعيد الحياة للوراء.. حتى وإن كانت هناك ثورة مضادة وعليه يمكن لمصر أن تفوت الفرصة على هذا التحرك المضاد.. وقال: إن التحرك ليس بالاحتشاد فى ميدان التحرير أو هنا وهناك لأن الاتجاه المضاد يتطلب أساليب المكر والدهاء ليفعل ما يريد.. وحذر النائب الأول للرئيس السودانى من ظاهرتين فى مصر هما المخطط الخارجى «الاستعمار القديم» الذى برز فى إثارة الأقليات والحريات الدينية.. والثورة المضادة ودور النخب والقيادة المصرية والقوى السياسية والشعب المصرى فى منع الصدام وإحباط المخطط الذى يعطل تقدمه. وعدد على عثمان طه أسباب زيارته لمصر والتى من بينها أيضاً الحوار مع القيادة المصرية حول ما يقوم به الآخر لتمزيق الأوصال.. عبر استخدام أدوات معروفة منها - التهميش، وعدم التوازن والظلم - وكلها تهدف إلى كسر المركز وفرط عقد الوطن. وقال لقد انفصل الجنوب السودانى بفضل تعاطف الآخر فى الغرب مع هذه المفردات الاستعمارية.. وكشف عن أن بعض الدول العربية قدمت الدعم لحركات التمرد فى الجنوب السودانى وقال: سبق لجون فرنق أن تحدث معى بأن ليبيا إبان رئاسة العقيد المعمر القذافى قدمت الدعم للجنوب من السلاح والمال وكذلك على سالم البيض فى اليمن الجنوبى وطالب بأن يلتقى كل العالم العربى على كلمة سواء واتفاق حول اتخاذ موقف موحد من القوى التى تستهدف العرب وفى المقدمة الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل.. وانتقد المواقف العربية فى هذا الخصوص مشيراً إلى أن هناك انقساماً فى التعامل مع هاتين الدولتين.. وقال من الضرورى أن نوحد الموقف العربى.. وقال إن فرص تكرار تجربة الجنوب غير واردة ومصيرها سيكون الفشل.. وأفاد بأن المشاكل التى حدثت فى كردفان والنيل الأزرق بسبب تمسك الحركة الشعبية ببقاء قواتها فى دولة الشمال بعدما حققت إعلان دولتها بالانفصال..؟ وحول نتائج زيارة سلفاكير رئيس السودان الجنوبى لدولة السودان قال: قلنا له بكل وضوح ارفع يدك عن السودان الذى تركته وكيف تقدم سلاحاً وأموالاً لحركات مسلحة كى تقاتل الشمال؟ وأكد استمرار الحوار مع الأحزاب السودانية حيث أسفر عن قواسم مشتركة تمهد لأرضية جيدة فى التوافق على القضايا الرئيسية منها الدستور والبرنامج المشترك الذى سيساهم الجميع فى تنفيذه.. وشدد النائب الأول على أهمية فتح آفاق جديدة للعلاقة مع مصر وقال إننا قلنا للمجلس العسكرى هل يعقل أن يكون إنجاز ستين عاما فى العلاقات مع مصر لا شىء حتى استكمال طريق برى واحد لتسهيل حرية الحركة بين البلدين.. وأكد أن السودان سوف يسعى بكل جدية لإإنجاز ملفات التعاون المشترك الذى يليق بعراقة التاريخ الذى يربط مصر بالسودان.