رغم كم المسلسلات المسماة بالكوميدية التى تنتج وتعرض فى السنوات الأخيرة، فإن معظم هذه الاعمال لا?يحقق نفس النجاح الذى كانت تحققه مسلسلات نجوم الكوميديا زمان من عبدالمنعم مدبولى وفؤاد المهندس ومحمد عوض وحتى محمد صبحى وسمير غانم، رغم تكلفتها الانتاجية الضخمة ، وهو ما سنحاول معرفة اسبابه من خلال هذا التحقيق.. فى البداية قال الناقد طارق الشناوى: «لم ينجح من المسلسلات الكوميديه هذا العام سوى مسلسل «الكبير قوى» للنجم الشاب أحمد مكى ودنيا سمير غانم، ونجاحه نجاح نسبى بمعنى ان وضعه ومقارنته بمسلسل «نونه المأذونه» يجعله يتفوق، و»مكى» كان افضل فى الجزء الاول من الجزء الثانى،أما بالنسبه لمسلسلات الست كوم فلم ينجح احد والمشكله الاساسيه فى الاعمال الكوميديه والست كوم ان النصوص ضعيفه بجانب ان الفنانين يقدمون بضاعه بائره. وأضاف الشناوى أن حنان ترك أثبتت من خلال مسلسل «نونه المأذونه» أنها لاتصلح لأن تقدم اى مسلسل كوميدى لأن تركيبتها غير مؤهله لذلك رغم انها فنانه ناجحه، فنوعية الكوميديا التى قدمتها كوميديا افتعال، اما مسلسل «الزناتى مجاهد»، فأغلب ما قدم فيه يقع تحت بند التحرش الكوميدى او الكوميديا الغليظة، و»مسيو رمضان مبروك» يمكن أن يضحكنا من خلاله هنيدى فى فيلم مدته ساعه ونصف الساعة، لكنه لا يمكن أن يفعل ذلك فى 15ساعه هى مدة عرض المسلسل. من جانبها اعتبرت الناقده ماجده خيرالله ان غالبية المسلسلات الكوميديه التى قدمت هذا العام اقل من المتوسطه لان بها كثيراً من الاستخفاف والاستسهال والاستعجال والاعتماد على بطل مطلق لاتصلح فى التليفزيون فمسلسل عدد حلقاته ثلاثون حلقه لا يمكن أن يغطيها فنان واحد، كما حدث فى مسلسل «رمضان مبروك»، وأرى ان هنيدى تيبس، وله فتره وهو يدور حول نفسه ولايجد مخرجا، وامكاناته محدوده رغم انه نجح فى تغيير جلده فى اول ثلاثة افلام وبعدها اصبح فى النازل وغير قادر على التجديد لانه اصبح غير قادر على الخروج من نمط الشخصيه المكرره، أما مسلسل «عريس دليفرى» للفنان هانى رمزي، فقد كرر من خلاله نفس حركاته وطريقته واسلوب تفكيره فى تقديم الشخصيات ، ورغم أننى كنت أستمتع بمشاهدة الموهوب سامح حسين فى مسلسلات السيت كوم، فإنه لم ينجح على الاطلاق فى «الزناتى مجاهد» والذى أعتبره من أسخف مارأت عينى على الشاشة، وأعتقد أن سامح لايصلح للبطوله المطلقة، والاستثناء الوحيد فى المسلسلات الكوميديه هذا العام هو» الكبير اوى» لأن الممثل أحمد مكى فنان ذكى ومثقف و»شغال على نفسه»، واتمنى الا يقع فى ازمة غيره. واضافت ماجدة أن مسلسلات الست كوم فشلت بسبب استهانة شركات الانتاج بها، رغم انها نوع من انواع الفنون الناجحة، وفى الخارج يشارك فى مسلسلات الست كوم كبار النجوم كضيوف شرف لانهم يعرفون انها اعمال ذات قيمه، ولكننا مع الاسف فى مصر نتعامل مع الست الكوم على انه انتاج درجه ثالثه ، ويتم تصويره فى زمن قياسى لانه يعتمد على لوكيشن واحد على سبيل المثال الجزء الاخير من راجل وست ستات بعيد عن الطبيعه التى ارتبطنا بها داخل المسلسل واعتقد ان السبب فى ذلك هو تغير كتاب السيناريو هذا الموسم ولا استثنى من الست كوم الفاشل سوى مسلسل «الباب فى الباب». من ناحيته أشاد السيناريست محسن رزق مؤلف مسلسل «الزناتى مجاهد» بمسلسل الست كوم «الباب فى الباب» لأنه مكتوب ومنفذ بشكل جيد للغاية، اما مسلسلى فأشكر الله لأنه خرج بهذا المستوى المعقول لأنه تم تصويره فى شهرين فقط، وكان به تفاصيل اضطررنا لحذفها، ولو كان قد تم الابقاء عليها، كانت ستجعل المسلسل افضل من ذلك ، فضلا عن عدم التصوير الخارجى وتكثيف مشاهد التصوير، ولكننا كفريق عمل.. مؤلف ومنتج وممثلين وعمال بذلنا مجهوداً كبيراً فى المسلسل . واضاف انا قدمت مسلسل حلقات منفصله متصله وكنت اقدم فى كل حلقه سلبيه من سلبيات المجتمع انتهت بحصول البطل على شهادة ميلاده يوم 25يناير واضاف لم اقحم الثوره على المسلسل لامن قريب ولابعيد. وبدأ المخرج محسن فكرى بالتساؤل: «أين الكوميديا.. الموضوعات كلها تم اخذها بخفه واستسهال ..ولو هذا هو المجتمع اللى الفن بيعبر عنه.. فلابد ان تقوم ثوره،وكل مسلسلات الست كوم تهريج فى تهريج». واضاف أنه عرض عليه إخراج أحد هذه المسلسلات لكنى رفضت لانى لا استطيع ان اقدم كوميديا بهذا الشكل..و ثورة يعنى تغيير، والتغيير فى الكوميديا ليس بالموضوعات السطحيه ، الكوميديا لها هدف بعيدا عن الضحك المصطنع مثل اعمال العظماء ابو السعود الابيارى وبديع خيرى.