أخيرا تنفس ماسبيرو الصعداء بعد استقالة سامى الشريف من منصبه رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وبعد شهور قليلة قضاها فى المنصب مرتعشا غير فاهم أو مدرك لمجريات الأمور فى ماسبيرو- لم تنجح الدولة فى فرض «الشريف» على الإعلاميين، فغير صحيح أنه قدم استقالته طواعية ولكن حقيقة الأمر أن ثوار ماسبيرو الذين أقسموا على رحيله وتوالت مظاهراتهم ضده بصورة يومية هم الذين أجبروه على تقديم الاستقالة حتى يخرج خروجا آمنا دون إهانات!! والشريف لم يبال بمطالب الإعلاميين طوال فترة تواجده التى ازداد فيها الاحتقان داخل ماسبيرو بكل قطاعاته، لم ينجح فى أن يحقق أى طفرة إعلامية أو أن يحقق العدالة فى المناصب أو الأجور، ولم لا وهو أحد رجال النظام السابق وتلميذ مجتهد فى مدرسة صفوت الشريف والذى سار على نهجه من بعده أنس الفقى بكل إخلاص!. حقيقة الأمر أنه قد ثبت أن اختيار الشريف لهذا المنصب لم يكن قرارا صائبا على الإطلاق، فكوارث سامى الشريف فقيه الإعلام عديدة!! وقد زادت من اشتعال ماسبيرو وزادت أيضا من حالة الاحتقان التى شهدتها قطاعات إتحاد الإذاعة والتليفزيون منذ ثورة 25 يناير ولا تزال!! هل كان الشريف تجربة «وعدت»؟! وهل نحن لدينا الوقت والرفاهية لمثل هذه التجارب الفاشلة؟! ولمصلحة من إنه منذ يناير وحتى الآن لم يهدأ ماسبيرو؟ - ولم نر إعلاما مختلفا يقوم على أسس منهجية مدروسة يعبر عن الثورة ومكتسباتها الحقيقية وعن مستقبل مصر السياسى والاقتصادى والاجتماعى؟ وقد كنت على يقين تام أن الحكومة كان لا يمكنها السكوت على ما يحدث من وضع متأزم ومحتقن داخل قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون دون أن تتدخل أو تضع حلا استراتيجيًا لإنقاذ ماسبيرو وتحرك المياه الراكدة، وكنت متأكدًا من الاستجابة لما كتبت أكثر من مرة فى هذا المكان متضامنا مع جموع الإعلاميين فى ماسبيرو للمطالبة بعودة اللواء طارق المهدى لتولى مسئولية اتحاد الاذاعة والتليفزيون وتحت أى مسمى وظيفى، رئيسا للاتحاد أو وزيرا للاعلام مع ضرورة الانتباه إلى أن عودة وزارة الاعلام للكيان المؤسسى للدولة فى الفترة الحالية على الأقل لأسباب عديدة أمر هام. وقد كنت متضامنا مع الثوار فى ماسبيرو فى مطالبتهم التى لم تنقطع برحيل سامى الشريف وعودة اللواء طارق المهدى، هذه الشخصية الكارزمية التى لاقت قبولا شديدا لدى جموع الإعلاميين فترة تواجده مشرفا على اتحاد الإذاعة والتليفزيون مع بداية ثورة يناير، فقد رأوا فيه وقبل كل شىء الشخصية الجادة الصارمة الحازقة والفاهمة جيدًا فى الوقت نفسه للعمل الإعلامى ومقتضياته المهنية والوطنية، كذلك رأوا فى الرجل كمًّا هائلاً من الصدق والمصداقية وقدرته على تنفيذ وعوده لتحقيق طموحاتهم وإرساء القواعد العادلة للأجور، كذلك قدرته شديدة الوضوح فى ملاحقة الفساد والفاسدين وتطهير الإعلام ممن سطوا على مقدراته ولايزالون فى أماكنهم حتى الآن. ملحوظة مهمة... لا يزال أفراد عائلة مؤسس دولة فساد ماسبيرو «صفوت الشريف» يحكمون قطاعات عديدة فى ماسبيرو ويتقاضون أجورا وحوافز خيالية وهو أمر لا يفهمه أحد رغم أن أفراد هذه العائلة -الأقارب والنسايب - من حملة مؤهلات لا تنتمى إطلاقا للإعلام من قريب أو بعيد - ولا هم من أصحاب المواهب الفذة حتى يتم إستبقاؤهم فى هذه المناصب العليا فى ماسبيرو!. مداخلة واجبة للتنبيه.. وسوف يكون هناك مساحة أخرى للحديث حول هذا الملف فى وقت لاحق. عودة للحديث عن حجم التأييد المطلق من جانب الاعلاميين للواء المهدى فى واقعة غير مسبوقة أن نرى مطالبة بعودة قيادة مرة أخرى لمكانها، ولكن الأمر يختلف فقد رأت جموع الإعلاميين فى المهدى، كل المقومات التى تحقق لها أحلامها وطموحاتها، وهو أمر فى تقديرى صائب تماما، فما عرفته عن اللواء المهدى منذ أول يوم تقابلنا فيه وحتى الآن حبه الشديد لمصر، غيرته على وطنه، حماسه الذى لاينقطع لأداء مهمته رغم كل العقبات التى واجهته وقد تواجهه مستقبلا، فضلا عن إيمانه الشديد بالعدالة وإصراره على تحقيقها، خلافا لطهارته التى تدفعه دوما لملاحقة الفساد فى كل موقع مع إيمانه الشديد بضرورة النجاح فى مهمته وهذا ما سوف يحققه قريبا. وما أعلمه جيدا، وهو ليس سرا لأذيعه ولكنه واقعا يمثل شخصية اللواء المهدى أنه فى إدارة ماسبيرو ومن الآن سوف يقوم بدراسة كل الأوضاع والتدقيق فى كل التفاصيل والأوراق التى أمامه والتى تخص شئون ماسبيرو، لن يصدر قرارات فجائية، ولا متسرعة، فقراراته سوف تكون بعد شهر أو اثنين على الأقل، قرارات مدروسة بعناية حتى تكون نتائجها إيجابية تخدم الصالح الإعلامى، لن يستمع إلى الوشايات أو الدسائس، لن يعطى أذنيه لأى أحد مهما كان- فليبتعد المنافقون والطبالون والزمارون وعباقرة الجهل النشيط عن الرجل فهو ليس من هذا الطراز الذى تعودوا عليه فى عصور فساد الشريف والفقى أعضاء حكومة ليمان طرة!! *** ولننتظر إعلاما جديدا يعبر عن ثورة مصر حاضرها ومستقبلها مع المهدى الذى انتظره الإعلاميون طويلا.. وقد جاء.