فيلم المقاتل أو the fighter الذى أخرجه دافيدراسيل هو أحد الأفلام العشرة التى وصلت إلى التصفية النهائية للتنافس على أوسكار أفضل فيلم، بالإضافة إلى ترشيحه للمنافسة على الأوسكار فى فروع الإخراج والمونتاج وأحسن سيناريو مكتوب مباشرة للسينما، وحصل الفيلم على جائزتى أوسكار هما: أفضل ممثل مساعد «كريستيان بل» وأفضل ممثلة مساعدة «ميليساليو». الفيلم يمكن تصنيفه على أنه اجتماعى رياضى، رغم أن الحكاية عن قصة حقيقية بطلها الفائز ببطولة العالم للملاكمة فى وزن خفيف المتوسط «ميكى وارد» إلا أن هناك إطارا اجتماعيا واضحا يغلفها هو الانحياز لدور العائلة فى تحقيق إنجاز «ميكى»، هناك طوال الوقت هذا الجمع بين عالم رياضة الملاكمة الذى شاهدناه فى أفلام أمريكية لا تنسى مثل «البطل» وسلسلة أفلام «روكى» الشهيرة وبين العلاقات الاجتماعية المتشابكة التى تحولت من وسيلة لإعاقة مسيرة الملاكم الموهوب إلى طريق لنجاحه وتألقه. يرسم الفيلم حياة ميكى الشاب من خلال علاقته بأسرته الكبيرة التى تعتمد عليه ماديا، الأب ضعيف الشخصية والأم «أليس» «ميليساليو» هى مديرة أعمال ابنتها، أما الشقيق «ديكى» «اكريستيان بيل» فهو ملاكم سابق انحرف إلى عالم المخدرات، ومع ذلك فهو المثل الأعلى ل «ميكى» وهو أيضا مدربه رغم حياته المضطربة الغامضة. تدخل إلى حياة «ميكى» فتاة الحانة «شارلين» التى تجد فيه مشروع زوج للمستقبل ولكنها تجد أن علاقته بأسرته وراء عدم تقدمه فى عالم الملاكمة وتزيد الأحداث تعقيدا مع تورط الشقيق «ديكى» فى ممارسات غير قانونية تقوده إلى السجن لمدة 8 شهور هذه العلاقات العائلية المعقدة كان يمكن أن تدمر حياة «ميكى»، ولكن الظروف سرعان ما تخدمه فى النهاية عندما يخرج «ديكى» وقد تعافى من الإدمان، وبعد أن يعيش «ميكى» صراعا للاختيار بين أنه وشقيقه المدرب من ناحية، وبين «شارلين» ومدرب آخر جديد من ناحية أخرى تتفق كل الأطراف على التعاون لكى تقود «ميكى» إلى المباراة النهائية فى بطولة العالم أمام «شيانيبرى» ليحقق بطلنا من خلال العائلة أحلامه فى الصعود ويصعد معه الجميع أيضا. تم رسم الشخصيات بطريقة جيدة ومقنعة وبكل تفاصيلها الإنسانية حيث القوة والضعف والصعود والهبوط، قوة «ديكى» كمدرب وضعفه أمام المخدرات قوة الأم كمديرة لأعمال ابنها، وضعفها ودموعها وهى تذهب فى كل مرة للبحث عن ابنها فى أحد أوكار المخدرات، قوة شخصية «شارلين» وطموحها لدفع ميكى إلى البطولة ثم اقتناعها فى النهاية أنه لن يستطيع الحياة بدون أمه وأخيه، اللمسات الإنسانية بين «ميكى» وابنته التى أنجبها من زوجة سابقة، كل هذه التفصيلات جعلت الفيلم مغلفا بالمشاعر والانفعالات.