شأنه كشأن العديد من الشباب فى هذا البلد.. لم تعجبه الأوضاع فى مصر.. كان دائما ما يردد أنه متأكد أنه بعد تخرجه فلن يجد مهنة أو وظيفة.. وأنه لن يتزوج أبدا وسوف يموت صغيرا.. ولهذا فإن أحلامه لم تكن موجودة أصلا. بهذه الكلمات سطرت الزميلة سعاد مصطفى مدير الحسابات العامة بدار المعارف قصة استشهاد فلذة كبدها محمد عماد حسين الذى كان قد بدأ العد فى سنوات عقده الثالث وكان يدرس فى الفرقة الثالثة بكلية التجارة «إنجليزى» بمودرن أكاديمى. تقول أم الشهيد إنها مثل أى أم رفضت إخبار ابنها بوجود مظاهرات فى الشارع فى ذلك اليوم لدرجة أنها تركت محمد نائما ولم توقظه لأداء صلاة الجمعة خوفا عليه من هذه المظاهرات هذا الشىء الذى أغضبه كثيرا. وتضيف سعاد أن ابنها أخبرها باشتعال الحريق فى قسم شرطة عين شمس وطلب منها النزول فرفضت فقال لها: دى بلدى وأنتى خايفة ليه.. أنا لو أخذت رصاصة هكون شهيد وبالفعل نزل إلى الشارع يرافقه صديقه الذى يدعى محمد حنفى وتوجها إلى شارع جسر السويس حيث اندلعت به مظاهرات لكى يشاركا فيها. وتشير إلى أن صديقه أخبرها بأن محمد أمسك بيديه فى الجزيرة الوسطى بالشارع وأخذ يردد الشهادتين وقال له: احنا هنموت ولا إيه؟ وطلب منه الجرى بسرعة هربا من الشرطة التى تطلق النار بعشوائية فأصيب فى ظهره وفى كتفه وفى رأسه من الخلف فرفض صاحبه المغادرة وحمله وأسرع به إلى المنطقة التى نسكن بها فى ميدان النعام حيث أخذه أصحابه إلى مستشفى حلمية الزيتون العسكرى وكان قد توفى بالفعل. وتقول الأم إن زوجى وابنى الكبير أحمد رفضا إخبارى بما حدث حتى لا أتعرض لصدمة وقالا لى إن محمد أصيب بطلقة فى قدمه ولكننى عرفت بعد ذلك من زوجة ابنى فاحتسبته عند الله شهيدا.