حذرت جمعية مؤلفى الدراما العربية من خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته يوم الثلاثاء الماضى تحت عنوان «أزمة الدراما التليفزيونية بين الإعلان والإعلام» من تراجع مكانة الدراما التليفزيونية، وخصوصا المصرية عن دورها التنويرى والتحديثى مما يهددها بالانهيار.. وحددت الجمعية التى يرأسها الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن عدة عوامل سلبية ساهمت فى ذلك التراجع وهى: ? الترويج لفكرة كبار النجوم وما استتبعها من مغالاة فى الأجور والكتابة وفق الأهواء الشخصية. ? سيطرة ظاهرة الإعلان وتحكمها فى مسألة التسويق بل والتحكم فى الإنتاج والإبداع . ? ظاهرة إغراق السوق بأعمال درامية ضعيفة القيمة لمجرد ملء ساعات الإرسال. ? تخلى المسئولين عن تليفزيون الدولة عن دورهم فى إنتاج الأعمال ذات الرسالة الثقافية والاجتماعية والقومية. وأكد المؤتمر أن السنوات التى أعقبت بداية التليفزيون المصرى منذ ستينات القرن الماضى، قد أثبتت أن الدراما التليفزيونية أصبح لها مكانة أدبية وفنية وشعبية لدى الجمهور المصرى والعربى، وكان لها تأثيرها المباشر فى تحقيق حركة الاستنارة، وإعلاء قيمة العقل والعلم ودعم ثقافة الحوار والتعدد به واحترام الرأى وحرية التعبير وتحرير فكر المجتمع مما حل به من آثار عصور التخلف وتأكيد مبدأ المواطنة وتنشيط الذاكرة الوطنية والقومية ومواجهة طيور الظلام، وتيارات العنف والإرهاب، إلا أن كل ذلك قد بدأ فى التراجع خلال السنوات الأخيرة مع بداية الألفية الثالثة، وبناء عليه فقد اجتمعت إرادة نخبة من مؤلفى الدراما المصرية على ضرورة التصدى لهذا الخطر الداهم فأنشأت جمعية لمؤلفى الدراما العربية منذ بضع سنوات تهدف فى الأساس إلى الرقى بفنون الدراما بكافة أنواعها «تليفزيون- اذاعة- مسرح- سينما»، والعمل بكافة الوسائل لإنقاذها من التردى الذى أصابها ورفع مستواها والدفاع عن حقوق مؤلفيها الأدبية والمادية وإعادة أمورها الصحيحة إلى نصابها، بتأكيد قيمة وأهمية وأولوية النص الدرامى باعتباره حجر الأساس والذى تنتفى بدونه قيمة الدراما التليفزيونية والذى لا علاج لمشاكلها دونما البدء والنهاية بها. وارتأت الجمعية ضرورة عقد مؤتمر عاجل لمناقشة كل هذه القضايا تحت عنوان «أزمة الدراما التليفزيونية بين الإعلان والاعلام».