برئاسة السيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس أمناء مركز سوزان مبارك الإقليمى لصحة المرأة بالإسكندرية. عُقد الاجتماع الأول لمجلس الأمناء الجديد للمركز والذى يضم اثنى عشر عضواً من المتخصصين والشخيات العامة، كما تفقدت سيادتها العيادات الطبية ومعامل الأبحاث والتدريب والكيمياء وغرفة الأشعة وعيادات هشاشة العظام ومعمل الوراثة الخلوية والسلس البولى والمناظير وعيادة المساندة الأسرية، كما التقت سيادتها مجموعة من اللاجئات السودانيات اللاتى تتلقين دورة تدريبية بالمركز حيث يعد مركزاً إقليمياً يقدم خدماته الصحية للمصريين والأشقاء العرب والأفارقة منذ افتتاحه العام الماضى.وقد شاهدت السيدة سوزان مبارك خلال تفقدها للمركز معرض الأشغال اليدوية والإنتاج المتميز الذى تتدرب عليه اللاجئات السودانيات فى الدورة التى يتم تنظيمها بالتعاون بين المركز الإقليمى والسفارة الأيرلندية وذلك فى إطار تدريب المرأة وتأهيلها ضمن إدارة تنمية المرأة بالمركز. وقد شاهدت السيدة سوزان مبارك فيلما تسجيليا عن المركز والخدمات التى تقدم به، وألقت سيادتها كلمة أكدت فيها أن الإسكندرية تنمو نمواً سريعاً فى الحقبة الأخيرة، وقدمت الشكر لجميع الحضور على الخدمات الصحية المقدمة بالمركز. وأضافت سيادتها أن الصحة ليست غاية فى حد ذاتها ولكن لتحقيق الرقى الصحى كهدف من أهم أهداف الألفية الثمانية والتى تضمنت الصحة لتقليل عدد الوفيات من الأطفال والأمهات ومحاربة الأمراض المعدية خاصة الملاريا والإيدز وفيروس نقص المناعة المكتسب، بالإضافة إلى الأهداف الأخرى التى تخص الصحة ولكن بطريقة غير مباشرة مؤكدة أن الصحة تعم على الأسرة كلها، وبالرغم من ذلك لم تكن فى الماضى صحة المرأة لها الأولوية وإنما أصبحت صحة المرأة والطفل ذات أهمية للعاملين بالصحة على مستوى العالم، مؤكدة أن الاهتمام بصحة المرأة خاصة فيما يتعلق بأمور الحمل والولادة من الأولويات الكبرى، وقد تم الاعتراف بذلك فى ميثاق الأممالمتحدة وفى نشاطها المتعلق بالصحة والسكان وخاصة فى المؤتمر الذى أقيم بالقاهرة عام 1994. وأشارت سيادتها إلى أن تعريف الصحة الإنجابية الذى تم وضعه بواسطة د.محمود فتح الله رئيس الاتحاد الدولى السابق لأمراض النساء والولادة وهو الذى اهتم بصحة المرأة منذ كونها طفلة فى سن البلوغ ثم سن الإنجاب وما بعد ذلك خاصة أن تعريف الصحة لم يكن مقصوراً على علاج الأمراض، ولكن التعريف الجديد هو أن تعيش السيدة جسدياً وعقلياً واجتماعياً فى حالة ترضى عنها، ونحن فى مصر وبرغم كثرة التصريحات الموجهة لأمور الصحة النسائية فإن مصر تبعاً لتقرير الأممالمتحدة الصادر فى 2010 أصبحت واحدة من 23 دولة على مستوى العالم تمشى بخطى محددة وسريعة فى اتجاه تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وأضافت سيادتها بأننى بهذه المناسبة أتقدم بالشكر للدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة والفريق المعاون على هذا الإنجاز، ولعلكم تتفقون معى أن الصحة والتنمية تمشى يداً بيد معتمدة على عوامل اقتصادية واجتماعية تحدد هذا النمو خاصة صحة المرأة. وأشارت سيادتها إلى أنه منذ تولى الرئيس مبارك مقاليد الحكم كانت هناك مؤسستان تم إنشاؤهما.. الأولى هى المجلس القومى للمرأة ومجلس الأمومة والطفولة وهذان المجلسان يقومان بالعمل فى شتى المجالات لتنمية المرأة ولهما أثر فى إصدار بعض القوانين المهمة مثل قانون الخُلع وقانون الطفل الجديد وأيضاً قانون الاتجار بالبشر وخاصة مع النساء والأطفال، كما تم تخصيص كوتة معينة للمرأة فى البرلمان المصرى مؤخراً. وأضافت أننى أعتقد أنه من واجبنا بناء مثل هذا المركز الإقليمى ليمتد عمله إلى مناطق مختلفة بمصر والدول العربية والأفريقية، وكما تعلمون فإن أفريقيا تمثل عُشر السكان المواليد ويمثل المواليد عشرين فى المائة على مستوى العالم، كما أننا نمثل خمسين فى المائة من وفيات الأمهات نتيجة الحمل والولادة فى أفريقيا وهذا رقم كبير. وأضافت أن الدول الأعلى فى معدل وفيات الأطفال فى العالم منها 19 دولة من أفريقيا والدولة العشرون هى أفغانستان مشيرة إلى أن الحمل والولادة يعتبران ثانى أكبر سبب لوفيات النساء من سن 25 إلى 49 سنة وأن عدد وفيات هؤلاء السيدات بلغ 230 ألف سيدة عام 2002 طبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، كما يعتبر مرض الأيدز مسئولا عن وفاة 866 ألف حالة فى العام. وأشارت سيادتها إلى أنه حدث تحسن بالفعل ولكن ليس هو المرجو، وأكدت أن تنظيم الأسرة يعتبر تحدياً آخر لقارة أفريقيا حيث حققت أعلى معدل خصوبة على مستوى العالم، وبلغ متوسط الأطفال لكل سنة 4.6، وعدد السيدات المستخدمات لوسائل الحمل 17% وشددت قائلة إننا فى مصر نحتاج إلى إمكانيات أكبر لخدمة المصريين ولمساعدة الدول الأفريقية المجاورة، وأنه من واجبنا مشاركة خبرات النجاح مع شركائنا فى أفريقيا ولذا نأمل أن يساهم المركز الإقليمى لصحة المرأة مع المجهودات العالمية لتحسين صحة المرأة فى أفريقيا وفى الدول النامية الأخرى ويصبح منارة تشع منها هذه الخدمات. وصرح د. حاتم الجبلى وزير الصحة: إن الاجتماع الأول لمجلس الأمناء الذى عقد برئاسة السيدة سوزان مبارك ناقش الموازنة والنقاط الاستراتيجية التى تضم خمسة مواضع تتعلق بصحة المرأة والإنجاب مشيراً إلى أن الموازنة تبلغ 16 مليون دولار فى خمس سنوات، وكذلك اعتماد أهم اتفاقيات التعاون مع الدول المجاورة. وأكد الجبلى أن المركز يعمل منذ ثلاث سنوات ويشمل دولاً عربية وأفريقية وقام بتدريب أطباء وممرضات من 19 دولة أفريقية وعربية بخلاف إقامة 126 ندوة و32 مشروعاً تدريبياً داخل مصر وخارجها. وقد شهد الاجتماع أعضاء مجلس الأمناء الجديد الذى يضم د. حاتم الجبلى وزير الصحة وفايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى وعادل لبيب محافظ الإسكندرية ود.فرخندة حسن أمين عام المجلس القومى للمرأة وجيمس راولى ممثل الأممالمتحدة بمصر ويسرية لوزا مؤسس جمعية حماية البيئة، وحسنة رشيد رئيسة مؤسسة رشيد ود. هنية إبراهيم نائب رئيس مؤسسة إبراهيم والبروفيسور محمود فتح الله مستشار الصحة العالمية والبروفيسور ستيوارت كمبيل أستاذ أمراض النساء بمستشفى سان جورج، ود. وديتين بارلو عميد جامعة جلاسكو، ود.برنارد هيدون رئيس جمعية الخصوبة الفرنسية. وخلال اجتماع مجلس الأمناء استعرض د. حسن سلام مدير المركز ما تم إنجازه خلال المرحلة السابقة بالإضافة إلى استراتيجية المرحلة المقبلة.