دعا الرئيس التونسى زين العابدين بن على إلى إنشاء «مجلس إسلامى للمياه»، ليكون مؤسسة علمية مرجعية واستشارية تختص بدراسة واقع مصادر المياه فى العالم الإسلامى، وبناء نظام معلوماتى بشأنها، وتوظيف التكنولوجيات الحديثة فى تعبئتها وترشيد استغلالها. وشدد فى خطاب افتتح به المؤتمر الإسلامى الرابع لوزراء البيئة الذى انعقد بتونس يومى 5 و6 أكتوبر الحالى على أن من أشد الواجبات فى الوقت الحاضر، البحث عن أنجح الوسائل لمواجهة ندرة الموارد المائية، باعتبارها مصدر قلق عميق لدى معظم البلدان الإسلامية بسبب ما تعانيه من فقر مائى ونمو ديمجرافى غير متوازن واستغلال عشوائى للموارد المائية واستفحال التلوث وحدة التقلبات المناخية وتواترها، وما يرافقها من أزمات الجفاف. كما لاحظ الرئيس بن على أن ظاهرة التصحر تعد من أشد التحديات المطروحة على الأقطار الإسلامية فى الحاضر والمستقبل موصيا بإرساء آلية تنسيقية فى إطار منظمة المؤتمر الإسلامى تعزز البرامج المحلية فى مقاومة التصحر، وتمكن من تبادل الخبرات والتجارب لمجابهة تداعيات هذه الظاهرة. ودعا إلى تحويل برامج تطوير الطاقة المتجددة التى أقرتها المؤتمرات الإسلامية لوزراء البيئة إلى مشاريع عملية تستجيب لأولويات الدول الإسلامية معتبرا أن التغيرات المناخية فى عصرنا تبقى تحديا جسيما يواجه العالم نظرا لارتباطها الشديد بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وذكر فى هذا السياق بدعوته سنة 2007 بمناسبة صدور «إعلان تونس حول التضامن الدولى لمجابهة التغيرات المناخية»، إلى تعزيز التضامن ودعم آليات التعاون والشراكة بين سائر الدول لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية وتفادى انعكاساتها السلبية وتأمين حقوق سائر الشعوب فى الغذاء والصحة والبيئة السليمة والحياة الكريمة. وأعلن الرئيس بن على أن تونس ترحب ب «برنامج العمل الإسلامى للاستفادة من صناديق التكيف وآليات التنمية النظيفة» المعروض على المؤتمر باعتباره مبادرة جديرة بالدعم والتشجيع قادرة على توظيف خصوصيات الدول الإسلامية البيئية والتنموية والثقافية وعلى الإسهام النشيط فى تعزيز المجهودات الدولية فى مجال الوقاية من التغيرات المناخية. وأكد أن ما ينتاب العالم من حدة فى تقلب الظواهر المناخية وتفشى الكوارث الطبيعية يحفز إلى توسيع مجالات التعاون مع كل الأطراف القاربة والإقليمية والدولية،وقصد إرساء منظومة عالمية للإنذار المبكر، وإيجاد السبل الكفيلة بالتوقى من الكوارث الطبيعية معربا عن استعداد تونس لاحتضان مرصد إقليمى للإنذار المبكر فى إطار جهودها لدعم المبادرات الإنسانية الهادفة إلى تحسين ظروف العيش وتوفير الأمان والاستقرار والازدهار للشعوب كافة. وأوصى الرئيس بن على المكتب التنفيذى للمؤتمر الإسلامى للبيئة بصياغة «إعلان حول الشباب والتنوع البيولوجى» يقع عرضه أمام المؤتمر العاشر للاتفاقية الأممية حول التنوع البيولوجى باليابان تزامنا مع إقرار المجتمع الأممى لسنة 2010 «سنة دولة للتنوع البيولوجى» ليضطلع شباب الدول الإسلامية بدوره فى المحافظة على الموروث من الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجى. وشدد الرئيس بن على على أن التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية تمثل تحديات جسيمة للبشرية قاطبة تتطلب مضاعفة الجهد لمواجهتها فى إطار تضامن دولى أشمل وأعم باعتبار أن مصير العالم لا يمكن أن يتقرر إلا بتضافر جهود الدول جميعا ومعهم جميعا ولصالحهم جميعا. وفى موكب الافتتاح تسلم الرئيس زين العابدين بن على الدرع الذهبية للمؤتمر من المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى. كما تسلم درع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة بالمملكة العربية السعودية ورئيس المكتب التنفيذى الإسلامى للبيئة الأمير تركى بن ناصر بن عبد العزيز. ويشارك فى أعمال المؤتمر الإسلامى الرابع لوزراء البيئة 44 دولة أعضاء فى منظمة المؤتمر الإسلامى و27 منظمة دولية وإقليمية.