إذا ما استطعنا أن نقبل إلى جانب أومبرتو إيكو، أن النص الأدبي هو «آلية كسولة» [16] U. Eco 1985، Lector in fabula. دور القارئ أو التعاون التفسيري في النصوص السردية»، الذي يتطلب من القارئ أن يعمل بشكل تعاوني مكثف لملء المساحات اللامعبر عنها، أو تلك المعبر عنها في مساحات البياض، يجب الاعتراف بأن القارئ هو من يلعب دور الآلة الكسولة ووظيفة الصحافي، هي سد الثغرات ما أمكن ذلك. العناوين والعناوين الفرعية والمعلومات الأساسية المكشوف عنها دفعة واحدة: هناك العديد من الفرص لتبسيط الفرضية التفسيرية الشاملة، والحد من قوة ردة الفعل. وعليه فالفرق بين القصة والمقال الصحافي لا يكمن في علاقتهما بالواقع، وبما هو حقيقي سوى في التعارض المختزل بين الاختلاف التأسيسي للفعل الأدبي والتقاطع الحاصل عن العمل الصحافي. فعندما توظف القصة القصيرة الغموض تلقائيا وعنصر الضمنية وتعدد التأويلات، فإن المقال الصحافي يهدف إلى الوضوح والتقريرية والشرح والانسجام.. وفي الوقت نفسه، فإنه يقوض الفكرة القائلة بأن القصة القصيرة يتم استهلاكها بالسرعة التي تقرأ بها، والتي تشكل كلاً منغلقًا على نفسه. إنه الخلط بين الاختصار والسرعة، لا يسمح نص قصير بردة فعل أقل مقارنة مع نص طويل، ويلعب بشكل أكبر على جاهزية لا تقبل البرهنة ولا التفنيد indécidabilité». وفقًا لفرضيتنا فحتى الكتابة المحايدة السيسموغرافية مثل كتابات غوستاف لو كليزيو هي كتابات أدبية وليست صحافية، كل ما يمكن استنتاجه من عنوان غامض مثل laRonde وأخبار متنوعة أخرى. يمكن أن تفسر هذه الفرضية أيضًا سبب كون الكتاب عندما يسرفون في الكتابة الصحافية يقتصرون فقط على الأنواع الأقل علاقة بالصحافة بالمعنى المعلوماتي، ويفضلون كتابات الأعمدة والافتتاحية وقصاصة الدعابة وتغطية الواقع الثقافي، وجميع الأشياء التي يمكن أن ينجزوها بكتاباتهم ويحافظوا بها على المفارقات والتأرجحات التي تشكل حياتهم العادية. بطبيعة الحال لا يتعلق الأمر، من خلال تأكيد هذه الفرضية إثبات تفوق نوع من النصوص مقارنة مع نص آخر، ولا بعملية وضع الأدب على منصة بارزة على عكس ما يحاول فعله بعض الصحافيين، ولكن للتذكير فقط ببساطة بأنه بالإضافة إلى أوجه التشابه المهمة، فإن القصة الأدبية والمقالة الصحافية تندرجان معا في أنظمة «systèmes» أخرى تمامًا وقيمتهما العملية تتجلى في تشكيل الفرق غير القابل للاختزال.