مازال أي كتاب يتناول الشاعرة الأميركية المنتحرة سيلفيا بلاث يحظى باهتمام القراء حول العالم. آخر هذه الكتب الصادرة حديثا يحمل عنوان " رسائل سيلفيا بلاث" الذي تضمن رسائلها لأمها وأخيها وأشخاص آخرين، وتتصدر غلافه صورة للشاعرة في ثياب البحر تم التقاطها عام 1955. يتضمن الكتاب رسائل بلاث، ويومياتها، وتفاصيل عنها لم تكن مكتشفة بالنسبة للقارئ الذي عرف عن الشاعرة الصورة المعروفة عن علاقتها المضطربة بزوجها الشاعر تيد هيوز وعن اكتئابها ثم اقدامها على الإنتحار. لكن رسائل بلاث تكشف وجها آخر لها عاشق للحياة، ومحب لفنونها في مختلف الأشكال سواء عبر علاقتها مع الطبيعة والألوان والطعام. تُظهر الرسائل الجانب الحسي المرح المحجوب طويلا خلف تحليلات ورؤى تغلب عليها الجانب المأساوي من حياة بلاث ومحاولاتها للانتحار أكثر من مرة. تقول في احدى الرسائل المؤرخة في سنة 1953 والموجهة إلى أخيها الأصغر دارين، تحدثه فيها عن والدتهما قائلة : " أنت تعرف جيدا، كما أعرف أنا أن الأمر مرعب وأن والدتنا من الممكن أن تقتل نفسها من أجلنا، وأن علينا التصدي لنكرانها لذاتها بهذا الشكل، كما نتصدى لمرض عضال."