تنظم شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية لجامعة عبدالمالك السعدي بتطوان مؤتمرا علميا دوليا موضوعه "حازم القرطاجني وقضايا تجديد الرؤية والمنهج في البلاغة العربية القديمة". وقال رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بتطوان الدكتور محمد الحافظ الروسي إن ذلك راجعٌ لتميز نظرية حازم القرطاجني بأمور "لعل من أبرزها حرصه على النظر إلى القضايا التي يتعرض لها من جهة جديدة، وبمنهج مبتكر، اعتمادا على المقولات العشر الأرسطية حينا، وعلى قواعد الفقه المالكي حينا آخر، وعلى ما توصل إليه علماء اللغة والبلاغة والعروض من أهل العربية إلى زمانه في كل الأحيان". ويضيف د.الروسي أن حازما "ظهر على الناس بمنهج جديد، ورؤية جديدة، لم يكن أغلب أهل عصره ممن يدرك أهميتها، خاصة مع تركه التمثيل لها في أغلب الأحيان، اعتمادا على أنه يضع قواعد كلية للقضايا التي يتعرض لها، بينما التمثيل، في رأيه، لا يعتني به إلا مَنْ يهتم بالقواعد الجزئية. فغمضت النظرية لذلك، وانصرف الناس عنها، وإن أثنى عليها بعض القدماء، من تلامذته خاصة". وذكر المتحدث أن "الذين قرؤوا كتاب حازم فأحسنوا قراءَته وعَرْضَهُ على الناس قليل، وأن إعادة النظر في الكتاب توصل إلى اكتشاف أمور كثيرة لم يَسْبق للدارسين أن تعرضوا لها، أو تعرضوا لها ولكنهم لم يوفوها حقَّها من البحث، أو اطمأنّوا إلى أحكام فيها لا تَصِحّ، وذلك لصعوبة الكتاب، ولطف إشاراته، وخفاء عباراته، ووجازة تعابيره...فكان عقدُ مؤتمر علمي للبحث في حازم من الجهات التي اخترناها ضرورةً يَقتضيها الدرسُ البلاغي اليوم، حتى يتميز الصحيح من الخطإ في هذا الباب، وحتى يطمئن الناس إلى قول جامع في نظرية حازم لا يبخسون فيه حازماً حقَّه، ولا يَدَّعون له ما ليس له". ويشارك في جلسات المؤتمر علماء وباحثون من العراق، وعمان، والسودان، ومصر، ولبنان، والمغرب.