تكون جهة قفصة مجالا فسيحا للفن التشكيلي من خلال فعاليات كبرى في الفترة من 28 أغسطس/آب إلى 6 سبتمبر/أيلول القادم، بمشاركة عدد كبير من الفنانين التونسيين والعرب والأجانب. ولذات الغرض احتضنت القاعة الكبرى بدار الفنون بالبلفيدير اللقاء الصحفي الخاص بالاعلان عن تفاصيل التظاهرة التي تحتفي بالمكان كمجال حيوي وجمالي ونفسي وثقافي وعضوي لإبراز فنون الحاضر وتعبيراتها المتعددة. وأبرزت جمعية المكان لفن الحاضر خلال ندوتها الصحفية مختلف ملامح البرنامج المخصص للدورة الثانية لهذه التظاهرة الدولية المعروفة ب "المكان لفن الحاضر" والتي ستكون في نشاطها وانتظامها بالمركز الثقافي علي جيدة بولاية قفصة وذلك بالتعاون مع جمعية "كابسا للفن والثقافة" وبمشاركة جمعية التراث اللامادي بقفصة. اذن الفعاليات تتم من خلال حضور ومشاركة 70 من الفنانين في هذا الفضاء المعد للتظاهرات الفنية والثقافية حيث هناك تفاعلات وتعاون وتبادل خبرات وفنون وتواصل بين المدعوين من الفنانين ونشطاء الفنون التشكيلية من عدة دول عربية وأجنبية نحتا لشعار مهم وبارز وإنساني وهو "العيش معا"، وقولا بالتعدد والتنوع تحت لافتة الفن الجامعة للأنواع والأنماط والأشكال. إنها لعبة الفن في ادارة الاختلاف ودعم الوجدانيات والانسانيات في عالم يسير نحو كونه يتحول الى متحف مهجور والانسان الى رقم ولكن للفن فكرة أخرى وهي الحياة للجميع والمجد للتنوع والكائن هو إبداع وأفكار وبناء وليس الجماد والأرقام. إنه البعد الجمالي والقيم في تصنيع الحاضر الجميل نحتا للكيان وقتلا للسقوط. إنه الفن زمن الكوابيس. كما سيكون هناك مجال لعناوين أخرى منها مثلا وضمن تيمة المكان "الحوض المنجمي ذاكرة... ومكان" حيث تشهد قفصة هذه الفعاليات بعد دورة أولى سنة 2015 بسيدي بوسعيد ضمن سياق الأفكار والرؤى التي انبنت عليها الدورة الأولى حيث الفن جسر تواصل بين الشمال والجنوب والمشرق والمغرب ضمن تلوينات جميلة يقترحها الانسان، فالمكان كما ورد في الكتيب المعد للفعالية متنقل ومفتوح بخصوص الاختلاف وتعد مشاركة 70 فنانا من حيث قيمتهم الفنية ودأبهم التشكيلي والجمالي مبادرة قوية في هذه التظاهرة التي انطلقت بعد حادثتي متحف باردو وفنادق سوسة وكانت المبادرة ضمن عنوان "لقاء المكان الدولي لفن الحاضر" بمثابة البعد التحرري ضمن سياقات الفن وضد قتل الاختلاف وتأصيلا للتنوع ضد التنميط. وخلال هذا اللقاء الاعلامي بخصوص الفعالية ذكرت عضو جمعية "المكان لفن الحاضر" فوزية الساحلي أن التظاهرة هي نقطة التقاء الفنان بالمواطن وبمثابة مجال للحرية الفنية والتعبير والانفتاح. وعللت سبب اختيار مدينة قفصة كمحطة ثانية لهذا الحدث الدولي من ذلك الثراء والقيمة الاجتماعية والثقافية للجهة مبينة أن المنجزات الفنية في الدورة الماضية تم تسويق حوالي 25 بالمائة منها، وذلك الى جانب التبرع ب 25 بالمائة منها لجمعية مخصصة لذوي الاحتياجات الخصوصية. ويتضمن برنامج الدورة فقرات ثرية موجهة للمولعين بالفن بمناطق الحوض المنجمي وهي المتلوي والمظيلة وأم العرائس والرديف، حيث ستقام لفائدة الفنانين الشبان ورشات تكوينية في النحت سيشرف عليها النحات المصري خالد زكي الذي يعد من أهم فناني النحت في العالم. ومن جهته تحدث الفنان والاعلامي عضو الجمعية مشيرا الى جوانب ثقافية وأكاديمية وفنية تخص الفعالية وبرنامجها وخصوصا القيمة الابداعية لعدد من الفنانين من ضيوف التظاهرة وهو ما سيضفي عليها طابعا جماليا واجتماعيا مهما مشيرا الى أن الدعم غير كاف للتظاهرة داعيا وزارة الثقافة الى دعم حقيقي يتناسب وحجم هذا النشاط الدولي. اذن الفعالية كبرى ومهمة وفيها سياق معرفي وتثقيفي يحتاجه الفنانون والرواد وأحباء الجماليات وهناك مشاركات من تونس والعراق والأردن والكويت وليبيا والمغرب وموريتانيا وفلسطين والسودان وأوكرانيا والولايات المتحدة الأميركية وروسيا والجزائر والأرجنتين وأرمينيا والبحرين وبيلاروسيا ومصر واسبانيا وفرنسا واليونان وجزر الموريس وإيران والامارات العربية المتحدة وقطر وإيرلندا. وبالتالي اللقاء متعدد الثقافات واللغات والجغرافيا والتجارب والبرنامج مميز فيه الورشات والندوات السهرات الموسيقية والشعرية الى جانب اللقاءات الابداعية بمشاركة مبدعين وفنانين في اختصاصات مختلفة مثل النحت والرسم والصورة الفوتوغرافية وفن الغرافيتيو غيرها. وهناك أنشطة أخرى متعددة بالحوض المنجمي بالمتلوي وأم العرايس والرديف والمظيلة الى جانب تكريم عدد من المبدعين من قفصة مثل الفنان النساج حميدة وحادة والفنان الكبير الراحل ابراهيم الضحاك البارع في فنون الحفر ضمن الاشتغال على الفلكلور والتقاليد والأجواء القفصية والتونسية. وستكون له بالجهة ضمن الفعاليات معلقة كبرى وعدد من أعماله الفنية ويعرض بخصوصه شريط وثائقي لحميدة بن عمار فيه بورتريه للتجربة والسيرة لدى الفنان ابراهيم الضحاك. الخبير الدولي مصطفى الخنوسي يحاضر في التظاهرة حول "قفصة تاريخ عريق وقدر متحرك". كما يكون هناك مجال لمبادرة مهمة وهي الورشات التكوينية في النحت وهي موجهة للشبان بقفصة، وبإشراف الفنان المصري الكبير خالد زكي وصناعة الورق التقليدي في تأطير للفنان التونسي الكبير رؤوف الكراي والخط باشراف الفنان الفرنسي من أصل عراقي بنهام كاريو.