يقام في مركز مولانا أزاد الثقافي الهندي التابع لسفارة الهند بالقاهرة، “مهرجان طاغور” خلال الفترة الممتدة من 8 مايو الجاري إلى غاية 12 من الشهر نفسه. وكان سفير الهند بمصر سانجاي باتاتشاريا قد افتتح معرض لوحات للفيلسوف والشاعر الهندي رابندراناث طاغور، في متحف الفن الحديث بالتعاون مع جمعية الكاريكاتير المصرية، حيث يتضمن المعرض لوحات من مصر والهند والصين والعراق ولبنان والبرازيل وأورغواي وبلجيكا وتركيا وأندونيسيا والإمارات العربية المتحدة، وتعتبر تلك اللوحات بمثابة التعبير البصري عن انطباعات الرسامين المشاركين حول طاغور. كما أقيم خلال فعاليات المهرجان عرض دراما راقصة لطاغور تسمى “شامبوكان” أو (كسر التعويذة)، الاثنين 9 مايو الجاري، وقامت بأدائه الراقصة الهندية الكلاسيكية دونا جانجولي والتي نشأت في كلكتا بالبنغال وهي موطن الشاعر. من جهة أخرى تم عرض فيلم “جهاري بايري” للمخرج الهندي ساتياجيت راي، مساء الثلاثاء 10 مايو الجاري، والفيلم مأخوذ عن قصة من تأليف طاغور. وستقوم المغنية شريا جوهاتهاكورتا بأداء البعض من الأغنيات التي ألف كلماتها وقام بتلحينها طاغور، أمام الجمهور المصري الأربعاء 11 مايو الجاري. ويختتم المهرجان فعالياته الخميس 12 مايو الجاري بعقد ندوة في المجلس الأعلى للثقافية حول الأدب المعاصر بعنوان “طاغور وشوقي ومحفوظ”، وستضم عددا من الأدباء والكتاب الهنود والمصريين. الشاعر والفيلسوف العالمي رابندراناث طاغور ولد عام 1857 في القسم البنغالي من مدينة كلكتا، تلقى تعليمه في منزل الأسرة على يد أبيه ديبندرانات وأشقائه، ومدرس يدعى دفيجندرانات كان عالما وكاتبا مسرحيا وشاعرا، كما درس رياضة الجيدو. درس طاغور اللغة السنسكريتية لغته الأم وآدابها واللغة الإنكليزية ونال جائزة نوبل في الآداب عام 1913، وأنشأ مدرسة فلسفية معروفة باسم فيسفا بهاراتي أو الجامعة الهندية للتعليم العالي عام 1918 في إقليم شانتي نيكتان بغرب البنغال. وتحدثت روايته الشهيرة “جورا” عن نبذ فكرة التعصب، التي سادت بين كثير من الطوائف والأديان في الهند المقسمة، كما فضحت التعصب الهندوسى، وسبب له ذلك استياء من أهله، فسافر إلى إنكلترا عام 1909 ليصيب شهرة كبيرة بعد ترجمة العديد من أعماله إلى اللغة الإنكليزية. وعبرت قصائد طاغور عن محبة الإنسانية جمعاء بدلا من التمسك بالحب الفردي والخاص، وكان ذلك بعد فقده لأمه وانتحار شقيقته، وكذلك وفاة زوجته وثلاثة من أطفاله ووالده. وقد عُرف عن طاغور اختلافه مع الزعيم الروحي الهندي غاندي الذي اعتمد على بساطة العيش والزهد كسلاح لمقاومة الاستعمار الإنكليزي، وهو ما رآه طاغور تسطيحا لقضية المقاومة.