ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال47، حل الدكتور أنور المغيث، رئيس المركز القومي للترجمة ضيفًا على "المقهى الثقافى" بالمعرض، وأدارت اللقاء الدكتورة عزة كامل. أشار رئيس "القومى للترجمة" إلى أهمية الفلسفة فى إخراجنا من وجهة النظر الأحادية، ودعمها للنهضة الفكرية التى ننشدها. وأضاف د.مغيث: أن الترجمة أصبحت مؤخرا من المؤشرات التى يعتد بها لتقدم البلدان، وإن إسبانيا فى سنة واحدة تترجم ما أنتجه العرب فى قرون، ومن هنا جاءت فكرة المشروع القومى للترجمة، والمركز القومى للترجمة، والعديد من المبادرات المهمة جدا، فمسألة دعم الدول للترجمة غير قاصرة على مصر فقط، حيث نجد فرنسا وإنجلترا تعملان على دعم الترجمة رسميًا. وفيما يتعلق بجماعات الإسلام السياسى والترجمة، قال د.مغيث إن تلك الجماعات من أكثرها تطرفًا إلى أكثرها اعتدالا، وما تدعو إليه من أنها تمتلك ثقافات تكفيها وعندها النظام الصالح لكل زمان ومكان، تحارب الترجمة ونقل التجارب والخبرات الإنسانية، بحد تعبيره. وتابع: أما الميزة الثانية للترجمة فتتلخص فى إمكانية المقارنة الملائمة، والميزة الثالثة هى الاستمتاع الذى لا يحتاج إلى دفاع أو تبرير، وهو ما يجعل الأدب دائمًا يتصدر معظم إحصائيات الكتب المترجمة فى العالم. وقالت الدكتورة عزة كامل: إن الأدب والعلم والفلسفة "الثالوث" الذي يغذى الروح والعقل، وذكرت كيف كانت تحضر أثناء دراستها ندوات عن فلسفة الرياضيات برغم أن دراستها كانت عن الرياضيات فقط، وهو ما أثقل لديها مهارات علمية كبيرة أثناء مرحلة الدراسة. وأبدى الشاعر والناقد شعبان يوسف سعادته بحضور الدكتور أنور مغيث، والدكتورة عزة كامل، وأشار إلى أننا ما زلنا نعانى أزمات حقيقية وفعلية بالنسبة للفلسفة والترجمة، رغم أن مصر بها ترجمات وكتابات فى الفلسفة منذ أواخر القرن التاسع عشر، ومشروعات كبرى فى الترجمة نشأت بدون أى دعم، مثل مشروع "الروايات الجديدة" عام 1900 حتى 1922، وكان يتولاه نيقولا رزق الله، وكذلك المجلات الفكرية والثقافية التى كانت قادرة على ترجمة الأدب والفكر والعلوم. وقال شعبان يوسف: حدث بعد ذلك تدهور فى الترجمة منذ خمسينيات القرن الماضى، نعانى منه حتى الآن. إن كتب الفلسفة، مثلاً، ما زالت تعاني من سيوف الرقابة المتعددة، ومنها الرقابة السلفية، التي يرضخ لها المسئولون عادة للأسف.