على مسافة ثمان وأربعين ساعة فقط من اليوم المرتقب لذكرى 25 يناير في مصر، والتي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ينطلق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 47 في 27 يناير/كانون الثاني الجاري، ويستمر إلى 10 فبراير/شباك 2016 بأرض المعارض الدولية بمدينة نصر بالقاهرة، وتحل عليه هذا العام البحرين ضيف شرف. ملصق المعرض هذا العام غلب عليه اللون الأسود، بالنظر إلى اعتبار عام 2015 هو عام الحزن للثقافة المصرية والعربية، حيث شهد هذا العام رحيل عدد كبير من المثقفين المصريين والعرب تضمن شعار المعرض، وصورة الكاتب المصري الراحل جمال الغيطاني، وعلم مملكة البحرين ضيف الشرف لهذا العام. وبحلول البحرين كضيف شرف على الدورة المرتقبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تكون مصر بذلك قد ردت استضافة البحرين لها كضيف شرف ضمن فعاليات معرض البحرين للكتاب سنة 2014. وتتضمن الفعاليات الخاصة بالبحرين، ضيف الشرف لهذا العام على دورة معرض القاهرة للكتاب هذا العام، ندوات مفتوحة للجمهور مع مثقفين وكتاب من مملكة البحرين، ومنهم الشاعر حسن كمال، والكاتبة سوسن الشاعر، بالإضافة إلى عرض أفلام وثائقية عن تاريخ البحرين وتراثها، وفعاليات فنية موسيقية وفنية لإحياء التراث الفني البحريني. وبخلاف مملكة البحرين التي تحل ضيف الشرف على الدورة ال 47 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، فإن الدورة هذا العام تشهد حضورا مميزا للتنين الصيني الذي يعرض لأول مرة من خلال جناح خاص سلسلة كتب تعليم اللغة الصينية، ضمن أكثر من 12 ألف كتاب عن الحضارة والثقافة الصينية. ومن الدول العربية المشاركة: الكويت، الإمارات، السعودية، تونس، سلطنة عمان، فلسطين، الأردن، ليبيا، اليمن، السودان، الصومال، إثيوبيا، الجزائر، العراق، المغرب، سوريا، لبنان، قطر، أبوظبي، إريتريا. كما تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام أيضا 13 دولة أجنبية: إيطاليا، روسيا، أذربيجان، الهند، ألمانيا، فرنسا، جمهورية التشيك، اليونان، الجامعة الأمريكية، بالإضافة إلى المعهد الثقافي البريطاني، ولأول مرة كازاخستان، وباراجواي. الثقافة في المواجهة وفي ظل أجواء الاستنفار التي تشهدها مصر لمواجهة الإرهاب يصاحب المعرض هذا العام نشاط ثقافي وفني متميز ومتنوع، والمحور الرئيسي للمعرض هو “الثقافة في المواجهة”، في إشارة للاستراتيجية التي أعلنتها وزارة الثقافة المصرية بأن تكون الثقافة هي السلاح لمواجهة الإرهاب. واعتبر مثقفون مصريون أن عام 2015 هو عام الحزن بالنسبة للثقافة المصرية، نظرا لأن هذا العام شهد رحيل عدد كبير من المثقفين البارزين، وحيث وقع الاختيار على أحد هؤلاء الراحلين البارزين ليكون شخصية المعرض هذا العام ليكون الكاتب الراحل جمال الغيطاني، وسيخصص له محورا ومجموعة من الفعاليات، كما ستقام مجموعة ندوات بمناسبة مرور عشر سنوات على وفاة أديب نوبل نجيب محفوظ. ويصل عدد الأنشطة هذا العام إلى 12 نشاطا، ومن هذه الأنشطة اللقاء الفكري، كاتب وكتاب، المقهى الثقافي، الموائد المستديرة، الاحتفاليات الفنية، ملتقى الشباب، نشاط الطفل، والجديد هذا العام تخصيص قاعة لذاكرة المعرض، والتي سيعرض من خلالها أمسيات شعرية لنزار قباني، ومحمود درويش، وعبدالرحمن الأبنودي، وغيرهم من كبار الشعراء الذين شاركوا في فعاليات المعرض قبل عدة سنوات، بالإضافة إلى أبرز الندوات والمناظرات مثل مناظرة فرج فودة. فعاليات وضيوف كما تشارك في الفعاليات أيضا هذا العام قطاعات وزارة الثقافة، حيث يشارك قطاع الفنون التشكيلية بأربعة معارض وورش رسم على الأسفلت، كما ستشارك أيضاً الأوبرا بعروض موسيقية ستقدم في مخيمات الأنشطة وشوارع المعرض، وكذلك أكاديمية الفنون ستشارك بعروض مسرحية منها مسرح شارع. وسيستضيف المعرض مجموعة كبيرة من الشخصيات من مختلف الدول لتشارك في الفعاليات، ومنها كتاب ومفكرون من إيطاليا، وروسيا، والصين، وألمانيا، وتونس، والمغرب، ولبنان، وغيرها، ومن هذه الشخصيات على سبيل المثال الروائي الصينى ليو جين يون، د. هاني عازر المصري الألماني، شكرى المبخوت من تونس، أحمد المديني من المغرب، حسن أوريد من المغرب، جورج قرم، كارلو روفايللي من فرنسا، حسن حنفي من مصر، وغيرهم الكثير.