نشرت صفحات خاصة بالآثار المصرية عدة صور تظهر قيام سائحة بالنوم في تابوت حجري في معبد أبيدوس بسوهاج، مستغرقة في تأمل عميق وهي ترتدي الزي الأبيض. أظهرت الصورة وجود رجل يرتدي جلبابًا صعيديًا ويمسك بمسبحة يقوم بالوقوف فوق رأسها وهي مستغرقة في صمت عميق، كما تباينت آراء المعلقين على الصورة، ما بين غاضب بسبب ممارسة الطقوس في محراب معبد أبيدوس في العراء، دون حسيب أو رقيب من المسئولين عن الآثار، واستخدام التابوت الفرعوني وقيام السائحة بالنوم فيه، وبين من يرى أن الظاهرة عادية وتمارس في السر في المعابد الفرعونية، هذه العادة التي تم منعها في تسعينيات القرن الماضي، وبرغم ذلك تحايلت المجموعات المعتنقة لهذه العبادات على القانون وكفت عن حمل الشموع، إلا أنها لم تكف عن ارتداء الزي الأبيض، الذي يمثل حجر الزاوية في طقوس عباداتهم. الدكتور أحمد صالح المتخصص في علم التحنيط الفرعوني قال : إن الظاهرة لها عدة جوانب، منها قيام اللادينيين في أوروبا وأمريكا بالتعبد في المعابد الفرعونية، وإيمانهم بفكرة الحلول، لافتًا إلى أن هناك فرقًا بين اللادينين الذين يمارسون هذه الطقوس في المعابد الفرعونية، وبين بعض المعتنقين للديانات الدينية مثل اليهود الذين يعتقدون اعتقادات غريبة ليس لها سند تاريخي، وبخاصة في الهرم الأكبر. وبرغم وجود قانون يمنع مثل هذه الطقوس التي تقام في المعابد الفرعونية، فإن أحدًا لا يستطيع أن يمنع سائحًا من ارتداء زي أبيض، أو الوقوف لمدة طويلة صامتًا أمام الأثر، هذا مايوضحه الدكتور أحمد صالح لافتًا إلى أن هذه الطواهر يأخذها السياح حيلة ضد القانون الذي استصدرته وزارة الآثار منذ تسعينيات القرن الماضي. وأضاف صالح أن اللادينيين يعتقدون اعتقادًا جازمًا أنهم أبناء أحد ملوك الفراعنة، لذا بعضهم يحمل وشمًا به رسومات فرعونية، مشيرًا إلى أن العالم، برغم التقدم الصناعي، يرتد لاعتناق الأفكار البدائية، وبخاصة الفرعونية. وأوضح أن معبد أبيدوس بسوهاج كان يمثل قديمًا كعبة الفراعنة، وكانوا يحجون إليه كل موسم لاعتقادهم أن رأس الإله أوزوريس مدفون فيه، لذا فقد استعار اللادينيون هذه الاعتقادت ممارسين شعائرهم. وطالب صالح بإقامة مهرجان سنوي في أبيدوس، وعرض مسرحيات فرعونية لتنشيط السياحة في محافظة سوهاج، لافتًا إلى أن الثقافة المصرية هي القادرة على منع إقامة هذه الطقوس سرًا في معبد أبيدوس.