أثارت حركة تمرد السينمائية المصرية الجدل منذ الإعلان عن تدشينها مؤخراً، حيث انضم للحملة العديد من الفنانين والمثقفين ومنهم جبهة الإبداع الفني، وقد اختيرت الممثلة راندا البحيري منسق فني للحملة، والمخرجة نيفين شلبي متحدثة إعلامية، وسيد الحسيني منسق عام للحملة، ونانا حسن منسق إداري، ومحمد كرارة منسق، ومن أبرز أعضاء الحركة المنتج محمد العدل، والمخرج خالد يوسف، وبعض الفنانات مثل يسرا، ليلى علوي وإلهام شاهين، كما لاقت الحملة دعم العديد من السينمائيين الذين أكدوا على ضرورة وجودها لمواجهة الكثير من العقبات التي تقف أمام الفنانين الصاعدين. ورغم أن حركة تمرد السينمائية قائمة على الدفاع عن الإبداع وحريته، إلا أنهم في أول تعريف لهم للمجتمع قاموا باستغلال أفكار غيرهم للتعبير عن الحركة السينمائية الجديدة، حيث تم استلهام أفكار الفضائيات التي نفذها عدد من الشباب في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، ساخرة من الأوضاع السيئة التي كانت تمر بها البلاد، وكانت أحد هذه الفيديوهات الساخرة عبارة عن رسالة من سكان الفضاء لمواطني بورسعيد تشجعهم على العصيان المدني، وأخرى يعترض فيها على أخونة الدولة. تهدف حملة تمرد السينمائية في مطالبها بتخصيص دور سينمائية لعرض الأفلام التي يقدمها الشباب السينمائي، من أجل تحسين وإضافة نجوم جدد للفن، بجانب تخصيص دور عرض لعرض الأفلام المستقلة وإعادة العائلة المصرية إلى شغفها السينمائي لمشاهدة أفلام هادفة، إضافة إلى تجاوز العقبات التي يواجهها شباب السينمائيين من تمويل ودعاية وتصاريح، بالإضافة إلى اختيار أفضل الأفلام المقدمة للحملة والتوجه بها إلى الجهات الرسمية مثل مجلس إدارة نقابة المهن السينمائية ومجلس إدارة غرفة صناعة السينما ومجلس إدارة المركز القومي للسينما ولجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، للمساعدة في توفير دور عرض سينمائي لعرض الأفلام المستقلة إلى الجمهور مباشرة. الفنانة راندا البحيري المنسق الفني للحملة، قالت : إن وجود هذه الحملة على أرض الواقع أمر يسعد الكثير من الفنانين الشباب، خاصةً وأنهم فئة مهمة في العمل الفني والبعض يتجاهل دورهم وأعمالهم الفنية مقابل الاهتمام بأعمال النجوم الكبار، وأكدت أن ما تحتاجه السينما المصرية في الوقت الحالي هو الاهتمام بالشباب وضخ فكر وإبداع جديد لمخرجين وكتاب، وأضافت أنها تتفهم جيداً غضب بعض الفنانين والسينمائيين من ظهور الحركة التي ترفع شعار السينما النظيفة، ولكن بدلاً من الهجوم العنيف عليهم النظر في كيفية استهداف عودة الأسرة لقاعات العرض من خلال سينما هادفة بدلاً من الاستهداف الوحيد على فئة المراهقين. ومن جانبها أكدت نيفين شلبي المتحدثة الإعلامية لحملة تمرد السينمائية، أن صناعة السينما في مصر ليست فقط وسيلة ترفيهية، ولكنها صناعة لها تاريخ تتجاوز المائة عام، ومع ذلك خلال العشر سنوات الأخيرة انحدر المستوى الفني تماماً وظهر جيل جديد أساء كثيراً لتاريخ السينما المصرية، وأوضحت أن الحركة تحلم بعودة الصناعة السينمائية لمجدها في المنطقة مرة أخرى، والطريق طويل ومليئ بالصعاب. أما ناصر عبد المنعم رئيس المركز القومي للسينما فأكد، أن هناك قطاع كبير من الفنانين شعر بالأمل في وجود هذه الحركة السينمائية المستقلة التي وعدت بالتغيير النفي والسينمائي، لكن عليها أولاً الابتعاد عن المجاملات لاستقطاب النجوم، فمثلاً بعد تأسيس الحملة وجدنا أنها تتبنى شعار السينما النظيفة، وفي وقت لاحق قامت بتكريم الفنان محمد صبحي على مشواره الفني، ووقتها أدرك قطاع كبير من المنضمين أن الحركة غير جادة في أهدافها بالدفاع عن جيل الشباب من الفنانين. في حين أشار المخرج أمير رمسيس، إلى أن جميع الجيل الشبابي يساندون حركة التمرد السينمائية، لكن عليهم أن يبتعدوا عن مراقبة النشاط الفني أو تقييد حريتة، نظراً لأنهم ليسوا أوصياء على ما يقدم للجمهور في دور العرض، كما أنهم لن يستطيعوا تغيير الرؤية الإخراجية في العمل لمجرد أنهم متمردون على الحال الفني. ورحب الفنان محمد صبحي، بظهور الحركة السينمائية الجديدة، وطالبهم بظهور أعمال سينمائية هادفة ونظيفة يستطيعون من خلالها جذب العائلة مرة أخرى إلى دور العرض السينمائي، بعد أن سيطر الراقصات وفناني الأعمال الشعبية على السوق السينمائي في البلاد. وأكدت ماجدة خير الله الناقده الفنية، أن حركة التمرد السينمائية ترفع شعار هام وهو دعم الشباب الإبداعي، خاصةً بعد أن انحدرت السينما المصرية ووصلت إلى درجة من السطحية، وهو ما ساعد على إفساد الذوق العام، بجرعات مبتذلة من أفلام الرقصات الإيحائية والبلطجة، وأكدت أن الإنتاج السينمائي ضعيف على المستوى الفكري والأداء التمثيلي، وشركات الإنتاج هدفها تحقيق الربح بغض النظر عن المضمون المقدم للجمهور، ولذلك نأمل أن تحقق تمرد السينمائية المعادلة الصعبة في ظهور جيل جديد من المبدعين في كافة مجالات العمل السينمائي.