رحل عن عالمنا، اليوم الاثنين، الشاعر والمفكر الفلسطيني عز الدين المناصرة، عن عمر يناهز 74 عامًا، جراء إصابته بفيروس كورونا، تاركًا وراءه إرثًا شعريًّا وفكريًّا هائلًا للمكتبة الفلسطينية والعربية. ويُعد المناصرة أحد شعراء الثورة الفلسطينية وأحد أعلام الشعر العربي المعاصر، الذين ساهموا في تطوير الشعر العربي الحديث وتطوير منهجيات النقد الثقافي، إذ شكّل الراحل مع محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد "الأربعة الكبار" في الحركة الشعرية الفلسطينية المعاصرة. واقترن اسم المناصرة بالمقاومة الفلسطينية الفعلية والثقافية، حيث انضم إلى صفوف الثورة الفلسطينية بعد انتقالها إلى بيروت، وتطوع في صفوف المقاومة العسكرية، وتم انتخابه كعضو للقيادة العسكرية للقوات الفلسطينية – اللبنانية المشتركة في منطقة جنوببيروت إبان بدايات الحرب الأهلية اللبنانية عام 1976، وبعد عودته إلى بيروت عام 1982 شارك في صفوف المقاومة من جديد أثناء حصار بيروت، ثم غادر بيروت ضمن صفوف الفدائيين كجزء من صفقة إنهاء الحصار. وكان ذلك بالتوازي مع عمله في المجال الثقافي الفلسطيني، إذ عمل كمحرر ثقافي لمجلة "فلسطين الثورة"، الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، وكمدير تحرير ل"جريدة المعركة"، بالإضافة إلى عمله كسكرتير تحرير "مجلة شؤون فلسطينية" التابعة لمركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت، وعندما انتقل في مطلع التسعينيات إلى الأردن أسس قسم اللغة العربية في جامعة القدس المفتوحة قبل أن ينتقل مقرها إلى فلسطين، وبعدها صار مديرًا لكلية العلوم التربوية التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اشتهر الراحل بقصيدتيه "جفرا" و"بالأخضر كفنَّاه" اللتين غناهما خليفة، كما صدر له عدة مجموعات شعرية، منها "يا عنب الخليل"، "الخروج من البحر الميت"، "مذكرات البحر الميت"، "قمر جَرَشْ كان حزيناً"، "رعويّات كنعانية"، "لا أثق بطائر الوقواق"، "لا سقف للسماء". وحصل المناصرة خلال مشواره الأدبي على عدة جوائز أدبية وأكاديمية، منها جائزة الدولة الأردنية التقديرية في حقل الشعر عام 1995، وجائزة القدس عام 2011. وُلد عز الدين المناصرة في بلدة بني نعيم بالخليل، في 11 نيسان عام 1946، حصل على شهادة (الليسانس) في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من جامعة القاهرة عام 1968 حيث بدأ مسيرته الشعرية، ومن ثم انتقل إلى الأردن وعمل كمدير للبرامج الثقافية في الإذاعة الأردنية في عام 1970 وحتى 1973.