أعلنت وزارة السياحة والآثار انتهاء مركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير من ترميم كافة القطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ آمون، والتي تم نقلها للمتحف، والبالغ عددها نحو 5200 قطعة، من بينها قطع أثرية كانت في حالة سيئة من الحفظ وموجودة بمخازن المتحف المصري بالتحرير، ولم يتم عرضها من قبل، حيث سيكون أول عرض لها بقاعة "توت عنخ آمون" عند افتتاح المتحف في 2021. وكشف الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الشئون التنفيذية للترميم ونقل الآثار بالمتحف الكبير، عن الانتهاء أيضًا من ترميم التابوت المذهب الخارجي للملك توت عنخ آمون، والذي تم نقله من مقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك بالأقصر للمتحف في يوليو 2019، ليتم ترميمه للمرة الأولى منذ اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي في 4 نوفمبر 1922، وذلك تمهيدًا لعرضه مع باقي توابيت الملك ضمن مقتنياته. وقال إن آثار الملك توت عنخ آمون ستعرض في 105 فاترينات، مجتمعة لأول مرة في مكان واحد في قاعتين بالمتحف الكبير مساحتهما 7200 متر مربع، حوالي 7 أضعاف مساحة القاعة التي تضم مجموعة الملك الذهبي بالمتحف المصري بالتحرير، موضحا أن عملية ترميم القطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ آمون استغرقت حوالي 5 - 6 سنوات. وأضاف أن مركز ترميم الآثار بالمتحف الكبير يعد أكبر مركز ترميم للآثار في العالم، من حيث المساحة "32 ألف متر مربع"، الإمكانيات، والعاملين، وتم افتتاحه عام 2010، حتى يكون جاهزا لاستقبال القطع الأثرية لعرضها وتخزينها بالمتحف، ويعمل به أكثر من 400 أثري ومرمم ومهندس وفني وإداري ويضم 19 معملًا، مقسمة طبقًا للمواد الأثرية. والملك توت عنخ آمون تولى عرش مصر عام 1336 ق.م، وهو طفل صغير لا يتجاوز ال`11 من عمره، واستمر في الحكم لمدة قصيرة حوالي 9 سنوات، حيث توفي في عمر ال` 19، عام 1323 ق. م، وتم دفنه في المقبرة التي أخذت رقما في وادي الملوك بالأقصر وهي المقبرة "رقم 62" والتي اكتشفها هوارد كارد في 4 نوفمبر عام 1922. وأصبح علمًا من أعلام الحضارة المصرية القديمة، ليس لأنه ملك محارب ساهم في توسيع أرجاء الإمبراطورية المصرية كأسلافه، أو لأنه كان ملك بناء أقام العديد من المعابد والمنشآت، ولكن لأن القدر أراد لمقبرته أن تختفي عن أعين اللصوص، فتظل محتفظة بكنوزها التي تفخر بها الحضارة الإنسانية حتى يومنا هذا. يذكر أن مجلس الوزراء وافق عام 2015 على تعديل موعد الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة الأقصر، من يوم 9 ديسمبر إلى يوم 4 نوفمبر من كل عام، وهو التاريخ الذي يوافق ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.