بعد خمسة ايام من اعلان نتائج الانتخابات العامة البريطانية لا تزال الاحزاب الرئيسية الثلاثة تبحث عن اتفاقات لتشكيل حكومة. فقد ادت نتائج الانتخابات غير الحاسمة التي لم تعط ايا من الاحزاب اغلبية مطلقة في البرلمان تمكنه من تشكيل حكومة الي ما يشبه الفراغ السياسي. ويتفاوض المحافظون، الذين فازوا باكبر عدد من مقاعد البرلمان، مع الديمقراطيين الاحرار كي يتمكنوا من تشكيل حكومة بديلة لحكومة حزب العمال. ورغم استمرار المفاوضات بين الحزبين، التقي نك كليج زعيم الديمقراطيين الاحرار برئيس الوزراء وزعيم حزب العمال جوردون براون لاطلاعه علي سير مفاوضات حزبه مع ديفيد كاميرون زعيم حزب العمال. وتكاد تتفق الصحف البريطانية في التركيز علي ما تصفه بالفراغ بعد ايام من نتائج الانتخابات، اذ طالت مفاوضات المحافظين لتأمين دعم كلج وحزبه لحكومة يشكلها كاميرون. وتقول الاندبندنت ان السبب في طول مدة المفاوضات هو الخلاف بشأن اصلاح النظام الانتخابي الذي يصر عليه الديمقراطيون الاحرار ويتردد المحافظون في الالتزام باي تعهد صارم يعني انهم سيأخذون بتوجه الديمقراطيين. ذلك ان التمثيل النسبي، أي الانتخابات بالقائمة وليس علي اساس فردي في الدوائر، لن يكون في صالح الحزبين الرئيسيين: المحافظين والعمال. اما التايمز فعنوانها الرئيسي علي الصفحة الاولي هو "بريطانيا في الانتظار"، مشيرة الي استمرار مفاوضات التحالف بين الاحزاب الرئيسية. لكن رغم الجمود السياسي، حرص المحافظون والديمقراطيون الاحرار علي طمأنة الاسواق بان أي اتفاق بينهما يتضمن بالاساس العمل علي خفض العجز في الميزانية البريطانية. اما الديلي تلغراف، فواصلت تغطيتها السلبية للحكومة العمالية وكانت الحملة الانتخابية لم تنته ونشرت تقريرا يحذر البريطانيين من انهم قد يضطرون لدفع 13 مليار جنيه استرليني للمساهمة في دعم اليورو. فوزير الخزانة البريطاني اليستير دارلنج، من حكومة العمال التي تمارس مهامها لحين تشكيل حكومة جديدة، يمثل بلاده في الاجتماعات الاوروبية في بروكسل بشأن ازمة ديون اليونان. ومع ان الحكومة البريطانية اكدت انها لا تشارك في صفقة الانقاذ المالي لليونان، الا ان التلغراف تقول ان بريطانيا ستضطر للمساهمة اذا تعرضت اسبانيا او البرتغال الي ازمة مثل اليونان. في الوقت نفسه تهدد وثيقة سرية تتضمن موقف حزب المحافظين المتشدد من الاتحاد الأوروبي بالقضاء علي آمال زعيم الحزب ديفد كاميرون في تشكيل ائتلاف مع حزب الديمقراطيين الأحرار في بريطانيا. وتحمل الوثيقة -التي حصلت صحيفة ذي أوبزيرفر علي نسخة منها- عنوان "مسودة خطاب من وزير الخارجية إلي رئيس الوزراء"، وقد كُتبت الأسبوع الماضي لتفترض انتصارا ساحقا في الانتخابات، وتكشف عن الموقف المتشدد الذي سيتبناه النائب وليام هيج وكاميرون في الحكومة المستقبلية. ويتحدث هيج في الرسالة إلي كاميرون عن أن "العلاقة البريطانية مع الاتحاد الأوروبي ستتغير بعد انتخابنا"، بحيث نناهض المزيد من الاندماج. وما يكشف الفجوة الكبيرة بين زعيم الديمقراطيين الأحرار نيك كليج وقيادة المحافظين بشأن أوروبا، هو ما تحدث عنه هيج بشأن المطالبة بحق استعادة السلطات الخاصة بالعدالة الجنائية والاجتماعية وسياسة التوظيف خلال الفترة الأولي من حكومة المحافظين، وهي مطالب سيرفضها القادة الأوروبيون.