ما بين التفجيرات الطائفية التي استهدفت المساجد الشيعية مما ينذر بعودة شبح الحرب الطائفية إلي العراق والكشف عن السجون السرية التي كان يديرها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في نينوي.. تلقي المالكي ضربتان قويتان ربما تطيحان بما تبقي له من آمال في تشكيل حكومة عراقية جديدة والاحتفاظ بمنصبه. يأتي ذلك في وقت عرض فيه الزعيم الشيعي مقتدي الصدر استعداده تقديم مئات من انصاره للانخراط في صفوف القوات الامنية لتشكيل سرايا رسمية لحماية المساجد، اثر سلسلة تفجيرات استهدفت مساجد شيعية الجمعة الماضية اسفرت عن مقتل 60 واصابة المئات. وقال الصدر المقيم في ايران في بيان وقع بخط يده "اقدم استعدادي لتوفير المئات من المؤمنين الي من اخلص لعراقه من الحكومة الحالية ليكونوا سرايا رسمية في الجيش العراق او شرطته". واضاف انه يعرض تقديم هؤلاء "ليدافعوا عن مراقدهم ومساجدهم وصلواتهم اسواقهم وبيوتهم ومدنهم بما يحفظ للحكومة ماء وجهها ولكي لا تلجأ للمحتل في حماية شعبها". واضاف انه اذا "رفضت (الحكومة) ذلك فهي حرة في ذلك ألا اننا نبقي في أهبة الاستعداد للمساعدة دوما". ودعا الصدر الي "ضبط النفس وعدم الانجرار خلف المخططات الأمريكية الخبيثة التي تريد جر العراق الي حروب واقتتال لكي تجد الذريعة في البقاء في ارضنا المقدسة". واضاف "لذا علي الجميع الالتزام بالهدوء لكي نبني وطننا الحبيب وحكومته الجديدة علي اسس وطنية واخلاقية تكون النواة الاولي للمطالبة بخروج المحتل من اروقة البرلمان ودوائر الدولة الرسمية". وقتل 60 شخصا علي الاقل في موجة اعتداءات استهدفت مناطق شيعية في بغداد بعد ايام علي اعلان السلطات الأمريكية والعراقية مقتل اثنين من ابرز قادة تنظيم القاعدة في البلاد واعتقال اكبر قياديي تنظيم القاعدة في بغداد. وتعليقا علي هذه التفجيرات طالب مقتدي الصدر من أنصاره تأمين حماية المساجد. وقال حازم الأعرجي المسئول بالتيار الصدري في تصريح تليفزيوني "طلب مقتدي من جيش المهدي أن يأخذ علي عاتقه حماية المساجد بالتعاون مع قوات الأمن". وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم قيادة العمليات في بغداد إن استهداف المصلين في مناطق ذات أغلبية معينة _في إشارة علي ما يبدو إلي الأغلبية الشيعية- هو انتقام للخسائر التي لحقت بالقاعدة متوقعا "استمرار هذه الأفعال". من جانبه قال مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان إن "الهدف من هذه التفجيرات هو تحجيم النجاح الكبير الذي حققته قوات الأمن بقتل قياديين إرهابيين"، في إشارة إلي إعلان الحكومة قبل أيام قتل القائد السياسي في تنظيم قاعدة العراق أبو عمر البغدادي والقائد العسكري أبو أيوب المصري إضافة إلي القائد العسكري لقاعدة شمال العراق. وكان المتحدث باسم القيادة العسكرية في بغداد الجنرال قاسم عطا أكد أن اعتقال قائد القاعدة في بغداد -المسمي مناف عبد الرحيم الراوي الملقب ب(أبو حيدر)- في مارس الماضي، مكن من إطلاق عملية "قفزة الأسد" التي أوصلت إلي القائدين المقتولين، والتي تم خلالها أيضا اعتقال 86 عنصرا في القاعدة. من ناحية أخري أعلن مسئول عراقي أن السلطات العراقية أغلقت سجنا سريا _بعد اكتشاف أمره- كانت تحتجز فيه دون محاكمة أكثر من أربعمائة شخص غالبيتهم من السنة، واعتقلت مسئولين عن إدارة السجن. وأضاف المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان العراقية كامل أمين أن ثلاثة ضباط من وحدة بالجيش العراقي أدارت السجن احتجزوا للاستجواب. والوحدة التي أدارت مركز الاعتقال كانت تخضع مباشرة لمكتب رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، ولكن مسئولين نفوا وجود أي صلة أو علم لدي الدائرة المقربة من المالكي بوجود السجن. غير أن نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية حسيبة حاج صحراوي قالت إن ادعاء المالكي بأنه لا يعلم شيئا عنها "لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يبرّئ السلطة العراقية من مسئوليتها وواجباتها في ضمان سلامة المعتقلين".