علي الرغم من مرور مدة ليست بالقصيرة علي انتقال هناء السمري المذيعة بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري، إلي قناة "المحور" لتقدم برنامج "التوك شو" الذي يحمل عنوان "48 ساعة" مع الكاتب الصحفي سيد علي، إلا أن الحديث لم يتوقف بحثاً عن الاسباب التي دعتها إلي اتخاذ قرار مغاورة قطاع الاخبار، خصوصاً وأنها كانت تشغل موقعاً متميزاً كمندوب للقطاع لدي رئاسة الجمهورية، وهو ما يضفي عليها، وعلي عملها الكثير من الحظوة .. والأهمية. هل صحيح ما تردد عن تقديمك باستقالتك من التليفزيون المصري؟ من قال هذا؟ هذا الخبر غير صحيح علي الإطلاق وأنا مازلت متمسكة بالتليفزيون المصري، لأنه بيتي الذي لن أغادره مهما جري، لكن ماحدث انني تقدمت بطلب للحصول علي اجازة بدون مرتب لمدة عام كامل، ومن غير المعقول أن أضحي ب 18 سنة من عمري قضيتها كمندوبة للتليفزيون المصري، وتحديداً قطاع الاخبار، لدي رئاسة الجمهورية بهذه السهولة، فما حققته كان انجازاً بكل المقاييس، وعملت "شغل رائع". لهذا ظن البعض انك "مسنودة" قبل أن يختلف ويتغير الانطباع؟ لا تعليق .. لكنني لو كنت بالفعل "مسنودة" لمااستمريت في عملي طوال 18 سنة، فالفكاءة والمثابرة والنجاح كانا أسباب بقائي في المنصب بتكليف من رؤسائي، فقد كنت كما تقولون مجتهدة ، وقدمت نتيجة متميزة أما حكاية "مسنودة" فهي غريبة ومضحكة، لأن المذيع الناجح له مواصفات ومضحكة، لأن المذيع الناجح له مواصفات عدة، علي رأسها أن يكون "ديناميكياً" اي سريع الحركة، ولديه القدرة علي التقاط الحدث، والتعامل معه بسرعة فائقة، وهذا ماحرصت عليه طوال مشواري، الذي حرصت خلاله أيضاً علي أن احترم نفسي ليحترمني الناس، الذين يدركون بسهولة الفاصل بين من يستخف بهم ومن يحترمهم. لكن النجاح دائماً ماينسب إلي المذيع ومقدم البرنامج علي الرغم من أن هناك "جندياً مجهولاً" اسمه فريق الإعداد؟ لا يمكن لأحد أن ينكر الجهد الذي يبذله فريق الاعداد، وكذلك المراسلون الذين ينقلون الحدث من البؤر الساخنة، خصوصاً أن الصورة باتت تحتل مكاناً متميزاً اليوم، وليس الثرثرة أو الكلام، وأحد لم يعد مقتنعاً بأن يتحول الاستديو اليوم إلي "مكلمة" عن الحدث، ولا يتابعه بنفسه من خلال الصورة الحية، وبالتالي أقر بهذا الفضل، ولا أنكر مدي الجهد الذي كان يبذله فريق العمل معي. ولماذا اخترت تقديم برنامج "48 ساعة" ليكون أول بطاقة تعارف بينك وبين الجمهور كمقدمة برامج؟ لأن فكرة البرنامج استهوتني، فهي راقية ومحترمة، وتحمست لها بقوة بمجرد أن فاتحني فيها د. حسن راتب رئيس قناة "المحور"، وأكد لي انه برنامج "توك شو" لكنه مختلف عن البرامج التقليدية التي من هذا النوع، ومنها برنامج "90 دقيقة" الذي تقدمه "المحور" أيضاً، وتأكدت من هذا عندما علمت أن "48 ساعة" سيرتبط بالاحداث الجارية، وله صلة بالجمهور والناس في كل مكان، بدليل انه يضع قضاياهم وهمومهم علي رأس أولوياته، واعتباراته، وهذا شئ أسعدني، وزادت ثقتي عندما بدأت التجهيزات والاجتماعات التحضيرية، وشعرت أن البرنامج لن يقل أهمية وقيمة عن أي برنامج من نفس النوعية تقدمه أي فضائية عربية. وهل كان فريق العمل من اختيارك أم ذهبت إليه وهو "جاهز"؟ لا .. فريق العمل من اختيار د. حسن راتب فهو الذي اختار الزميل سيد علي ليشاركني تقديم البرنامج أما فريق الإعداد فقد كان متميزاً، ويقف وراء البرنامج مخرج جيد هو محمد عاطف، ووجدتهم متعاونين إلي أقصي درجة. وكيف وجدت رد فعل الجمهور، عقب إذاعة أول حلقة من البرنامج؟ لقد اهتممت بالفعل أن أرصد ردود أفعال الناس تجاه البرنامج، خصوصا أنني أقدم نفسي بشكل جديد، ومغاير تماما لما قدمته من قبل، إضافة إلي أنني سأظهر أمام الجمهور لمدة طويلة، وكنت أرغب في ألا يملني الجمهور بل تزيد مساحة الحب التي يكنها لي، منذ عملي في قطاع الأخبار، لهذا يتملكني الخوف قبل البرنامج وبعده حتي أتلمس انطباعات الناس، سواء من ناحية الشكل أو المضمون. ألهذا حرصت علي تقديم نفسك في "نيولوك"؟ هذا مطلوب جدا للمذيع، وأدعو كل المذيعات إلي اللجوء إلي التغيير بين الحين والآخر بشرط ألا يتوقف التغيير عند الشكل فقط بل الأداء أيضا. وما الذي تحرصين عليه في الحلقة؟ الاحترام.. وأن تكون هادفة وتتبني فكرا ورسالة، بعيدا عن الإثارة والتشويق والمبالغة. ما الذي تتذكرينه من الفترة التي عملت فيها بقطاع الأخبار؟ موقفان ألا أنساهما ما حييت أولهما عندما ذهبت لأول مرة لحضور مؤتمر في رئاسة الجمهورية، وبعد التحضير والاعداد الجيد في كتابة الاسئلة، فوجئت بنفسي أجلس في الصفوف الأخيرة، وحزنت لان مجهودي ضاع هباء لكنني اقتربت من الرئيس مبارك، وهو يقوم بتوديع أحد ضيوفه، ووجهت له أحد الاسئلة التي قمت بتحضيرها، ووجدني "صغيرة"، و"مخضوضة"، فما كان منه سوي أن توقف، وأجابني علي أسئلتي كلها كنوع من التشجيع، وفوجئت بصحف اليوم التالي تنشر كل اسئلتي، وعلي الفور تقرر تعييني بصفة مستمرة كمندوبة للقطاع لدي الرئاسة. أما الموقف الثاني فقد حدث منذ فترة قريبة جدا، عندما بدأت أفكر في مسألة تقديم طلب الإجازة من قطاع الأخبار تمهيدا لتقديم برنامج في قناة "المحور"، فقد كان موقفا صعبا للغاية، وزادت مشاعر الشجن والحزن عندما زرت الرئاسة لآخر مرة في حياتي.