بعد 40 عاما من الفن: وداعا سعد أردش عاشق المسرح!

بعيدا عن أرض الوطن رحل المخرج المسرحي الكبير الفنان سعد أردش عن عمر يناهز "84" عاما في الولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع طويل مع المرض، حيث وافته المنية أثناء رحلة علاجه، ومن المقرر أن يصل جثمانه اليوم ليستقر في مثواه الأخير.
وقد ولد الفنان الراحل في مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، وحصل علي بكالوريوس العلوم المسرحية عام 1952، كما حصل علي ليسانس الحقوق بجامعة عين شمس عام 1955، كما حصل علي الدكتوراه من الأكاديمية الدولية للمسرح بروما عام 1961، وقد عمل الراحل كأستاذ وكرئيس لقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتدرج في العديد من المناصب حتي تولي منصب رئيس البيت الفني للمسرح، كما كان عضوا في لجنة المسرح بالمجلس الأعلي للثقافة، ولقد تضمنت رحلته الفنية التي استمرت قرابة "40" عاما أعمالا متميزة سواء في التمثيل أو الإخراج، ومن أشهر أعماله "سكة السلامة المال والبنون عطوة أبو مطوه الأسطي حسن شباب امرأة" وغيرها من الأعمال التي تعد علامات في مسيرة المسرح، والسينما المصرية، وللراحل العديد من المؤلفات الفنية، والدراسات والأبحاث أهمها "المخرج في المسرح المعاصر خادم سيد درويش ثلاثية المصيف جريمة في جزيرة الماعز انحراف في مصر العدالة أجويني كارلو جولدوني"، وهي سلسلة مسرحيات عالمية.
كما قدم العديد من الدراسات لدوريات فنية وثقافية متخصصة في مصر والعالم العربي مثل "مجلة المسرح فصول الإبداع الفني إعلام العراق"، وكانت إيطاليا أولي محطاته لدراسة المسرح، وبعد عودته منها أخرج عدة أعمال مسرحية مهمة منها "السبنسة" تأليف سعد الدين وهبة "النار والزيتون" تأليف ألفريد فرج، كما شارك بالتمثيل في عدد من المسرحيات منها "الأرض" المأخوذ عن رواية شهيرة لعبد الرحمن الشرقاوي، كما كان له عدة تجارب في إخراج المسرحيات التجريبية منها "يا طالع الشجرة" تأليف توفيق الحكيم بينما كانت مسرحية "هالو شلبي" نقطة انطلاق الممثل المصري سعيد صالح، وبداية الاهتمام بموهبتين هما محمد صبحي، وأحمد زكي، كما قدم من المسرح العالمي عددا من الأعمال المسرحية مثل "كاليجولا دائرة الطباشير القوقازية"، بينما كانت آخر أعماله للمسرح المصري مسرحية "الشبكة" للألماني برتوون بريخت، والتي عرضت علي المسرح القومي ليرحل سعد أردش بينما تظل أعماله موجودة بيننا لا تموت.