يصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي غدا الي بيروت لاستئناف مهمة الوساطة لحل الازمة اللبنانية وذلك بعد ثلاثة أيام من انتهاء آخر جولاته بلبنان للحيلولة دون نشوب مصادمات بين أنصار الاكثرية والمعارضة، موسي يأمل أن يعوض في زيارته الجديدة فشل المحاولة السابقة ويراهن علي أن أي إنجاز سيحققه في الأزمة اللبنانية سيكون بمثابة انتصار شخصي يتمني تحقيقه يعيد به البريق إلي الجامعة العربية وأمينها العام. موسي لا يلقي بالا بفشل جولته السابقة والتي قام خلالها بإجراء أكثر من 15 اجتماعا سياسياً شمل قادة قوي الأكثرية النيابية والمعارضة والقادة الدينيين والمسئولين الرسميين خلال الأيام الأربعة التي قضاها في لبنان، ولم تسفر عن أي جديد في سياق الأزمة. بل نجح الفرقاء السياسيون في إغراق الخطة العربية حملها موسي لحل أزمتهم بتفاصيل خلافاتهم وتفسيراتهم لها. فقد فسرت المعارضة البند المتعلق بتأليف حكومة الوحدة الوطنية بأنه يعني حصولهم علي ثلث عدد الوزراء، بينما أصرّت الأغلبية النيابية علي موقفها بانتخاب رئيس الجمهورية قبل بحث التشكيلة الحكومية. البعض وصف مغادرة موسي لبنان دون تحقيق أي خطوة ملموسة بمثابة نعي للخطة العربية، بينما أبدي آخرون مزيداً من التفاؤل وأن الحل قريب وهو بحاجة لإجراء مزيد من التشاور مع الدول العربية المعنية بالأزمة اللبنانية، لا سيما سوريا والسعودية وقطر التي دخلت مؤخراً علي خط الأزمة للتوسط بإيجاد حلّ. المحلل السياسي بصحيفة النهار خليل فليحان اعتبر بمقابلة ان عدم تجاوب قوي المعارضة مع مبادرة موسي هو الذي دفعه للمغادرة. فهي فسّرت البند الثاني من الخطة العربية الداعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية بأنه يعني منح المعارضة الثلث المعطل. في حين اعتبرت الموالاة أن ترجيح كفّة رئيس الجمهورية لا يعني منح المعارضة الثلث. وأضاف فليحان أن تفسير البند الثاني انعكس سلباً علي البند الأول الذي يدعو لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية "فوراً" وعطّل الخطة بكاملها. ووصف الرجل زيارة موسي بأنها كانت "اختباراً فاشلاً" فهو لم يحقق أي تقدم في البنود التي وردت بالمبادرة العربية، وانشغل عن تسويق الخطة بالاقتراح الذي تقدّم به النائب ميشال عون بإجراء لقاء ثنائي مع النائب سعد الحريري للاتفاق علي كل الأمور. غير أن هذا الاقتراح لم يوافق عليه الحريري طالباً استبداله بإعادة إحياء طاولة الحوار بين جميع الفرقاء السياسيين.