لا تزال ردود الأفعال ملتهبة ومتباينة للتعادل السلبي الذي وقع فيه الأهلي أمام الصفاقسي، وهو تعادل إيجابي جدًا بالنسبة للفريق التونسي، وفي غاية السلبية بالنسبة للأهلي الذي يعيش لاعبوه الآن تحت ضغط الهدف الذي أحرزه اللاعب الغاني اسمواه في القاهرة، وسيكون لزامًا عليهم تعويض هذا الهدف في تونس، وهي مهمة أصعب مما لو كانت المباراة انتهت فعليًا بالتعادل بدون أهداف لأن هدف اسمواه يعني أن الأهلي خرج مهزومًا "1/ صفر" علي ملعبه وبين جماهيره ولا قيمة للهدف الذي أحرزه أبو تريكة في بداية اللقاء، ولابد من "هدف أحمر" في ستاد رادسبتونس. هذه الحسبة يعرفها الجميع ويدركها اللاعبون ومعهم الجهاز الفني الذي فشل "بالثلث" أمام المدرب التونسي المخضرم مراد المحجوبي لذلك فان الجميع في الأهلي تحت ضغط هدف اسمواه وسوف يستمر بهم القلق حتي يوم المباراة النهائية باستاد رادس، حيث سيتم تتويج البطل الأفريقي يوم 11 نوفمبر، وحتي ذلك اليوم سوف تستمر ردود الأفعال والآراء والتحليلات، وأغلبها يضرب في مانويل جوزيه ومجموعة نجوم الفريق بعنف، وكأن البعض كان ينتظر هذه السقطة للأهلي ليشهر كل أسلحته، واخطرها أن الغرور يكاد أن يقضي علي فريق الأهلي ويخلع مانويل جوزيه من الأهلي. شر البلية ولكن البعض الآخر يلتزم في ضرباته الموجهة بضرورة التمسك بالفرصة الباقية في مباراة الاياب وعدم قتل الأمل تمامًا في إمكانية الفوز بالبطولة الأفريقية، وتفادي زرع اليأس في نفوس اللاعبين كي تبقي المحاسبة بعد يوم 11 نوفمبر. ولكن المثل يقول: "إن شر البلية ما يضحك" ففي هذا المثل ترجمة لردود أفعال الناس بعد التعادل المحبط الذي جاء بطعم الخسارة.. فخرجت من أفواه الناس الكثير من التعليقات التي تترجم الحالة التي كان عليها لاعبو الأهلي حتي عجزوا تمامًا عن هز شباك الصفاقسي إلا بهدف ارتجالي من قدم أبو تريكة، وكذلك حالة مانويل جوزيه الذي أمسك برأسه طوال الشوط الثاني، وكأنه لا يعرف كيف يتصرف ويقود المباراة بطريقة صحيحة حتي تعديلاته كانت محل انتقادات بالجملة. ما بيعرفش وكانت أكثر التعليقات سخرية القول بأن "الأهلي ما بيعرفش"، وهي عبارة تستخدمها الزوجات اللاتي يردن "الخلع" من ازواجهن وتتردد كثيرًا في قضايا الخلع أمام محاكم الأحوال الشخصية، عندما تدعي الزوجة أن الزوج عاجز عن اشباعها كأنثي.. فظهر الأهلي أمام الصفاقسي مثل الزوج العاجز. وكذلك تعليق أن الأهلي غرق في "شبر جوزيه" وليس "شبر مية" كناية علي أن جوزيه هو سبب غرق الفريق في هذا النهائي فلم يفعل لاعبو الأهلي شيئًا سوي الارتجال الذي أدي بهم إلي هذا التعادل بطعم الخسارة. الورقة الأخيرة ولكن في الجانب الآخر هناك من يريد في نقده أن يحافظ علي الورقة الأخيرة، وهي مباراة الاياب في تونس ويعبرون عن هذا الموقف المتفائل بتعليقات مثل "لا وقت للدموع" و"لسة الأماني ممكنة" وحتي لا يتسلل اليأس لنفوس اللاعبين قبل المباراة الفاصلة علي اللقب الأفريقي. وبنفس الفكر اجتمع البرتغالي مانويل جوزيه مع لاعبيه في مرانهم الأول بعد مباراة الصفاقسي، واستعدادا للقاء المهم في الدوري الممتاز مع المصري الذي سيقام اليوم باستاد بورسعيد، وأكد جوزيه للاعبيه أن ما حدث يوم 29 أكتوبر باستاد القاهرة لا يعني سوي شئ واحد وهو أن الفريق لم يقدم المطلوب منه لتحقيق الفوز، وأن الموقف الآن أصبح بأيديهم في المواجهة الصعبة يوم 11 نوفمبر، وأكد جوزيه ثقته في قدرة لاعبي الأهلي علي تحقيق الفوز في تونس ووصف مباراة المصري في بورسعيد بأنها بروفة حقيقية لاختبار معنويات وروح لاعبي الأهلي قبل الدخول في الاستعداد للنهائي الأفريقي. وأقبل اللاعبون علي التدريب ولأول مرة غابت عنهم الجماهير معاقبة لهم، وتأكد غياب طارق السعيد والاعتماد علي أحمد شديد قناوي في الجانب الأيسر، فيما يدرس جوزيه إعادة تجربة لعب اسلام الشاطر مع بركات في الجانب الأيمن لتشكيل جبهة هجومية ودفاعية قوية والبحث عن بدلاء للمدافع وائل جمعة ولاعب الوسط المدافع محمد شوقي لإيقافهما.