لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول تلك السخافات التي يطلقها بعض المتشددين بإهدار دماء المختلفين معهم في الرأي مثلما حدث مع الدكتورة سعاد صالح واتهمها البعض بالكفر مطالبا بإعدامها لأنها قالت ان النقاب ليس فريضة هذا الأمر بشكل عام أصبح مرفوضا وتكراره يدعو للسخرية خاصة أنه أصبح شائعا في لغة الخطاب السياسي وهي لغة يستخدمها أصحابها لافتقادهم الحجة للرد علي معارضيهم وللاسف الشديد فإن ذلك رغم عدم جديته إلا انه يؤثر بشكل سلبي في نفوس الشباب والمشتغلين بالسياسة ويوجد نوعا من الحدة في الحوار السياسي ولا يمكن ان يصدر هنا الكلام من رجال دين أو سياسة ولابد من السعي لمواجهة هذه الظاهرة علي أساس احترام الرأي المخالف بما لا يهدد أحدا خاصة بعد ان تركت الحكومة الأمر واطلقت حرية الكلام للجميع بعكس الماضي خاصة انها أول من اتبع هذه الظاهرة فلا يمكن ان ننسي تهديدات السادات عندما قال لمعارضيه "هافعصهم" والنبوي إسماعيل في مجلس الشعب مهددا المعارضين بقوله: "هجيبهم بلابيص" إلا ان هذا الشكل من الاسلوب لم يعد قائما في الوقت الراهن من قبل المسئولين في خطابهم بل انتقل للمعارضين الذين أصبحوا أكثر تشددا رغم ان هذا الشكل من الحوار لا يوجد في أي بلد ديمقراطي بل تحدث فقط في بلد يتطلع للديمقراطية مثل مصر وهو للأسف عبارة عن نوع من الإفلاس الفكري والسياسي وقلة التهذيب والافتقار الشديد للغة الحوار ولجوء أصحابه لاستخدام تلك التهديدات بسب افتقادهم للحجج القوية في مواجهة المخالفين لهم في الرأي.