بغداد وكالات الأنباء: كشف "مؤتمر ومعرض اعادة اعمار العراق" الذي حضره اكثر من الف مشارك من نحو 50 دولة في العاصمة الاردنية عمان ان انتشار الفساد وراء عرقلة برامج واعادة اعمار ما دمرته الحرب. ودعا نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة كردستان العراق رازكار جياوق المجتمع الدولي الي المساعدة في تطوير المهارات في بلاده، خلال افتتاح المؤتمر الذي يعقد علي مدي اربعة ايام. وقال "لا اعتقد انه من الصواب ان ننفق الاموال فقط علي الماكينات والسيارات والمعدات". واضاف "الماكينات سهلة الشراء ولكن تطوير مهارات الافراد ياخذ الكثير من الوقت وهو ما نحتاج اليه" وقال "التكنولوجيا تتقدم بسرعة ونحن معزولون منذ سنوات". وجاءت هذه التصريحات خلال اطلاق الوكالة الامريكية للتنمية الدولية "تحالف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العراق" علي هامش المؤتمر. وقالت دون ليبيري، مديرة بعثة الوكالة في بغداد ان "تحالف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العراق سيساعد علي تدريب العراقيين في مجال مهارات تكنولوجيا المعلومات لتطوير قطاع العمل الناشئ لاخراج بلدهم من عقود من الصراع والعقوبات الدولية". وقالت ليبيري "نحن نحاول المساعدة في تأسيس بيئة مناسبة لتمكين الاعمال من الازدهار". ووفقا لبيان صادر عن الوكالة "يعتبر تحالف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العراق شراكة بين القطاعين العام والخاص ويعمل علي رفع مستوي تطوير المعلومات والاتصالات". ويجمع هذا التحالف "شركات من جنسيات مختلفة ووكالات مانحة اجنبية وحكومية عراقية (...) لتشجيع مساهمات اكبر وتعاون لتنفيذ الانظمة المعلوماتية وتحسين المهارات التقنية في العراق". ويهدف المعرض الي منح مؤسسات دولية الفرصة لعقد صفقات مع العراق والذي كان احد اكثر الدول العربية تقدما وازدهارا والذي يعتقد الخبراء انه يحتاج الي ما يزيد عن 60 مليار دولار لاعادة بناء بنيته التحتية التي دمرتها الحرب واهملت لسنوات. واشتكي الخبراء ايضا من ان الفساد يشكل عقبة كبيرة امام اعادة اعمار العراق اضافة الي الوضع الامني. وكانت وزارة الدفاع الامريكية قالت في تقرير نشر في مطلع مايو ان اعادة الاعمار في العراق حققت تقدما "ملموسا" خلال الاشهر الماضية بالرغم من الفشل والثغرات خصوصا في قطاع الطاقة والخدمات الصحية. واشار التقرير الي انه "من اجل التقدم فعلا (...) يجب ان تعمل الحكومة الامريكية بتعاون وثيق مع الحكومة العراقية والدول المانحة من اجل دعم الاستثمار في البني التحتية العراقية". واشتكي جياوق قائلا انه كان من الممكن ان تتحقق نتائج افضل مع كل الاموال التي انفقت علي اعادة اعمار العراق منذ انتهاء الحرب قبل ثلاث سنوات لتجديد البنية التحتية وتحسين ظروف المعيشة. وقال "نحن نحتاج الي كهرباء متوفرة علي مدار الساعة لاننا لا نستطيع ان نحقق شيئا دون الكهرباء سواء في كردستان او اي منطقة اخري" مضيفا ان حل مشكلة المياه والنفايات ايضا من الاولويات الاساسية. ويحصل سكان بغداد علي معدل لا يتجاوز الساعتين يوميا، ويعتمدون في معظم الوقت علي مولدات الكهرباء، مع العلم ان تأمينها يقتصر علي من يستطيع ان يتحمل كلفتها. وقال جياوق "برأيي الشخصي ان التقدم تحقق بما مقداره 30%،الا ان هنالك مشاريع نحن لسنا في حاجة اليها حاليا، كتدريب عمال الميكانيك علي صيانة الجرارات الزراعية". واضاف "يتدرب عمال الميكانيك لكنهم لا يستطيعون تطبيق ما تدربوا عليه لان الارض ليست جاهزة بعد، كما انهم لا يستطيعون العودة الي قراهم". وقال "نحتاج لاعادة تأهيلهم بشكل مناسب وتشجيعهم علي الهجرة العكسية (من المدن الي القري)". ووفقا لليبيري فان "الوكالة ساعدت في انشاء وكالة لترويج الاستثمار لجذب استثمارات اجنبية مباشرة واحياء سجل الشركات" وسط جهود لتمكين العراق من ان يصبح عضوا في منظمة التجارة العالمية. واضافت "منذ دخول سجل الشركات حيز التطبيق في سبتمبر الماضي، قامت 33 الف شركة بالتسجيل، 8000 منها كانت موجودة في السابق لكن الغالبية جديدة". واوضحت "شهريا يتم تسجيل ما معدله 800 الي 1000 شركة". علي صعيد متصل نشر الجيش الأمريكي ما قال إنها تفاصيل جديدة من وثائق تابعة لتنظيم القاعدة في العراق الذي يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي قال إنه عثر عليها في غارة علي منزل في اليوسفيةجنوب بغداد منتصف الشهر الماضي.