ربط البعض، لأسباب لا يعلمها سوي الله، بين خروج المهندس عبدالرحمن حافظ من موقعه كرئيس لمجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، والفنانة السورية جومانة مراد، التي كانت القاسم المشترك لغالبية الأعمال الدرامية التي أنتجتها المدينة، وردد الكثيرون أن "دولة" جومانة سقطت بخروج حافظ من "المدينة". هل تفسرين لنا أسباب الحظوة التي كنت تتمتعين بها في "المدينة"؟ ليست حظوة، وإنما عقد احتكار وقعته مع مدينة الإنتاج الإعلامي، ولا أري أن هناك ما يمنعني من توقيع عقد كهذا طالما يصب في مصلحتي ويساعدني علي التألق واختيار الأعمال الجيدة، وهذا ما حدث في الفترة السابقة. وما المزايا التي حصلت عليها وكانت مثار جدل بين الجميع؟ الميزة الوحيدة التي حصلت عليها تتمثل في الترحيب بعملي وتواجدي في مصر، وما ترتب علي هذا من تواجد وانتشار مما كان سببا في تكوين قاعدة جماهيرية قوامها الشعب المصري الذواق والمتبحر في تلقي كل الفنون. أليس غريبا أنه في غمرة كل هذا التواجد التليفزيوني لم تقربي السينما ولم تقترب منك؟ من ناحيتي لا أضع شروطا للمشاركة في أي فيلم سينمائي، وأهم ما أحرص عليه ألا يتضمن الفيلم ابتذالا أو يجنح إلي الهبوط والإسفاف، لهذا رفضت بعض العروض التي جاءتني، ولم أجد فيها نفسي، وآثرت الابتعاد عن الفيلم الذي يخذلني أمام جمهوري. وتكرار أدوارك مع ممدوح عبدالعليم؟ هذه القضية كثر الحديث فيها، علي الرغم من أنني لم أعمل مع الفنان ممدوح عبدالعليم سوي في عملين فقط لا غير، أحدهما بالفصحي هو "الطارق"، ثم "الحب موتا" الذي تدور أحداثه في الصعيد، وأنا سعيدة بهذا التعاون، وأتمني أن تسوقني الأقدار إلي مسلسل ثالث أو عمل فني جديد مهما كان نوعه مع الفنان ممدوح عبدالعليم، لأنه إنسان مثقف وواثق من أدواته التي يملكها. هل كان سببا كما يقال في ترشيحك لمشاركته بطولة "الحب موتا"؟ لا أدري لكن ما أعرفه أن المخرج مجدي أحمد علي والمؤلف محمد صفاء عامر كانا سببا في هذا، وعندما اتصل بي الفنان ممدوح عبدالعليم وأبلغني بأنني رشحت لبطولة المسلسل أمامه سعدت جدا، لأنني أحببت أعمال محمد صفاء عامر من قبل أن أتعاون معه، بالإضافة إلي أن العمل حقق لي أمنية التمثيل في أجواء الصعيد. ومن الذي رشحك للمشاركة في "الطارق"؟ المخرج أحمد صقر الذي كان يعاين أماكن تصوير المسلسل في سوريا، ويبحث في أمر الاستعانة بممثلين سوريين فاختارني، وكان له الفضل في تقديمي للجمهور المصري وتوالت أعمالي مثل "الشارد" و"الحب موتا".. وحاليا "قلب حبيبة". تحدثت عن الصعيد وأجوائه وأنك تمثلين في مسلسل تدور أحداثه هناك، بينما توحي ملامحك بأنك مؤهلة لدور الفتاة الأرستقراطية؟ في رأيي أن الله منحني القدرة علي التمرد علي ملامحي، وبالتالي لم أسجن نفسي في أدوار الفتاة الرومانسية أو الأرستقراطية، بدليل أنني قدمت التاريخي والاجتماعي الذي تدور أحداثه في الجنوب المصري والفتاة البسيطة كما في "الشارد". لماذا لم تشيرين إلي دورك في "قلب حبيبة"؟ في "قلب حبيبة" أجسد دور الزوجة التي تتسلط علي زوجها، مما يثير غضب الأم، التي تجسد شخصيتها الفنانة العائدة من الاعتزال سهير البابلي، وهي مناسبة لأعلن سعادتي البالغة بالوقوف بجوار مثل هذه الفنانة المحترمة، بالإضافة إلي قيمة الوقوف أمام كاميرا مخرج مبدع مثل خيري بشارة. ما صحة ما يتردد عن امتلاكك لشركة إنتاجية؟ أنا فنانة.. وليس غريبا علي الفنان أن يوظف أمواله في هذا المجال، الذي رأيت أنه يمثل فرصة لتقديم أعمال فنية جيدة وضخمة علي غرار ما فعلته آسيا وماري كويني، وما أريد توضيحه أنني لن اشترط ضرورة التواجد في الأعمال التي تنتجها شركتي، إلا إذا كان الدور يتطلب مني هذا بناء علي رغبة المؤلف ثم المخرج. لكنك بدأت بالفعل في إنتاج أعمال سورية؟ حدث هذا بالفعل عندما أنتجت مسلسل "الخيط الأبيض" إخراج هيثم حقي، وأتمني أن تكتمل التجربة بإنتاج عمل مصري جيد، سواء في السينما أو التليفزيون، لكنني سأعطي الأولوية للدراما التليفزيونية.