أن إسرائيل من خلال منطق .مقابلة الدفع بالعائد. قد دفعت الأدني مقابل أن تحقق الأقصي. يبدأ العام الجديد ونحن نتوقف ونتلمس ملامحه، كلنا أمل أن يكون أفضل ونحقق ما نريده، وأهم ما نتمناه أن نصل إلي حل للقضية الفلسطينية التي استنزفتنا اقتصادياً ودخلنا حروباً كثيرة بسببها، ولكن يجب أن نضع أيدينا علي فكر إسرائيل وما تقصده من الاتفاقات التي تبرمها مع الجانب الفلسطيني فالمعلومات التي تخرج من الاتفاقات كلها تفيد أن إسرائيل من خلال منطق .مقابلة الدفع بالعائد. قد دفعت الأدني مقابل أن تحقق الأقصي قدمت غزة التي لا تريدها وحملت عليها أريحا التي لا تهمها في إطار حكم ذاتي ومنقوص وتطلعت إلي اختراق المنطقة العربية كلها.. قدمت حكماً ذاتياً في أضيق الحدود لكي تصل إلي تعاون اقتصادي بغير حدود. هذا الكلام أكد عليه شيمون بيريز صاحب أطروحة .إسرائيل الكبري - اقتصادياً. وخطة السلام التي اقترحها وقتها شيمون بيريز وعرضها في عدة مقالات لا تخرج عن ذلك.. فهو يري في السلام فرصة أكثر ذكاء لإقامة إسرائيل الكبري.. وبناء علي ذلك فإنه لا يمانع في التنازل عن بعض الأراضي للعرب في مقابل الاعتماد علي الهيمنة الاقتصادية لإسرائيل ويقول في هذا الصدد إن بلاده تواجه خياراً حاداً أن تكون إسرائيل الكبري اعتماداً علي عدد الفلسطينيين الذين تحكمهم أو تكون إسرائيل الكبري اعتماداً علي حجم واتساع السوق الشرق أوسطية التي تقوم علي تكامل عدة عناصر: النفط العربي والمياه التركية والكثافة السكانية ثم الخبرة أو المهارة الإسرائيلية ولا يحتاج المرء إلي جهد يذكر حتي يلاحظ أن العالم العربي في خطاب بيريز هو مجرد خامات وموارد طبيعية وسوق استهلاكية أما العقل المفكر والمدبر والمبدع فهو إسرائيل بالضرورة ولأنه كذلك فسيظل حسب رأي بيريز هو المهيمن صاحب الكلمة الأخيرة ومن جاء بعد بيريز تعامل بهذا المفهوم حتي الآن في هذا السياق يمكن ملاحظة الهدف التكتيكي الذي تعتمد عليه إسرائيل خلال المرحلة الراهنة.. بعد أن راهنت خلال العقود الماضية علي تحدي المنطقة العربية وما كان يجلبه لها هذا التحدي من دعم خارجي تطمح الآن من خلال توقيعها علي اتفاقات مباشرة مع الفلسطينيين إلي جعل المنطقة نفسها من خلال استغلال ما بها من إمكانات واسعة مرتكزاً وقاعدة لإحداث طفرة اقتصادية وتكنولوجية داخلية تسمح لها بالدخول المنتج والاندماج العالي في السوق العالمية فانفتاح السوق العربية الواسعة عليها هو فرصتها الملائمة التي تسمح لها بتجاوز وضعية اقتصادها المحاصر المعتمد علي التمويل الأجنبي والمساعدات الخارجية وقد نجحت بالفعل في هذا وتحاول إسرائيل جاهدة التعاون مع كل الدول العربية لتكمل المشوار وخاصة التعاون مع سوريا ولبنان من أجل إحياء ما سمي كثيراً بالهلال الخصيب وما يمكن أن يشكل في واقع الأمر الهدف الاقتصادي لإسرائيل الكبري بل ربما تسعي إسرائيل للتعاون أكثر مع لبنان بالتحديد لأن بها الماء الذي هو روح فلسطين فمنابع الماء في الجنوب واستغلال إسرائيل لها يعتبر حياة أو موت بالنسبة لها وعادة تأمين جنوب لبنان لها يعتبر في نفس الوقت مد استراتيجي لها حتي لا يأتي منه الخطر ويضرب الاقتصاد الإسرائيلي ولذلك من وقت لآخر نري محاولات إسرائيل الاعتدائية علي الجنوب اللبناني حتي تحفظ لنفسها التأمين. من خلال رؤيتنا لهذا الفكر الصهيوني هل يمكن أن نتعامل معه بذكاء نضرب أهدافها ونضرب مخططاتها هذا ما نتمناه في العام الجديد الذي يبشر بالخير لمصر والأمة العربية.