دار حوارٍعن حرية الإعلام في تغطية الانتخابات البرلمانية المصرية الحالية في برنامج العاشرة مساء ًكان يناقش القيودالتي وضعتهااللجنة التي شكلهاالسيد وزيرالإعلام لوضع ضوابط الأداءالإعلامي خلال هذه الفترة.. هذا الحوارجعلني أؤكد قناعتي عن حُرية الإعلام ويتلخص في أن هناك إحساساً خادعاً لدي الإعلاميين بأن هُناك حُرية للتعبيرتُمارس بشكل كبيرمَنحها لهم النظام لم يسبق لها مثيل أدي بشكل كبير الي جعل الكثيرين مِنهم يتخيل أنهم إستطاعواأن يساعدوا الشعب علي مُمارسة الحُرية التي كان من مظاهرها الاحتجاجات والاعتصامات.. فمن أين جاءَلهم هذاالإحساس وكيف تَضخم حتي اقتنعوا به.. ومدي التأثيرالإيجابي لهذه الحرية ?? عندما ترك النظام هذه المساحة المسموح بها للاعلاميين وغيرهم للتعبير لم يكن يرغب في أن يكون الإعلام إحدي وسائل التنبه بوجود مَشاكل.. أووسيلة لإبداء الرأي للأصلاح أوناقوس إنذارضد الفساد أوكاميرات مُراقبة علي الأداء التشريعي أوالتنفيذي أومَنابر للرأي الحر يخدم القضايا الداخلية أوالاقليمية والدولية.. ولكنها جاءت من مُنطلق أن السماء أصبحت مَفتوحة والمَعلومات أصبحت مُتاحة ومُتوفرة ولاتستطيع أن تمنع وصولها.. وبدلاًمن أن يري البعض من أصحاب الرأي الجادين أو غيرُ الجادين.. المُناضلين أوأصحاب الحناجر القوية الإلتجاء للخارج في ظل تربُص واضح نجحت سِياساتنا في زيادته واتساعه.. فكانت البداية.. ومع وجود أربعة اتجهات إعلامية رئيسية يتصارع عليها الإعلاميون.. الإتجاه الأول السابحين ضد التيارتبناه البعض كنوع من المُحاكاة لبرامج مُنتشرة في دول دِيمقراطية لاقت نجاحاً هؤلاء هم من وجدوا في أنفسهم القُدرات الخِطابية والشعارات الحماسية فمنهم من تخيل إنه بطل شعبي سَيحقق بصوتهِ وطلته الإصلاح والتنمية والقضاء علي الفساد.. وبعد أن غَالبه هذاالشعوروبعد أن تأكد من عدم وجود صدي لمحاولاته لأن النظام يتحكم في خِيوط المُمارسة.. يرخي الحبل ويشدُة طبقاً لمواءماته ولطالما لم تتجاوز حرية التعبير الحدود المَسموح بها رغم مِساحة التجاوزلمستوي مُعين وتتوقف عند مُستوي آخر.. فيترك اللي يتكلم يتكلم من مُنطلق (.. تعوي.. والقافلة تَسير) فلم يستطع أن يستغني عن الشُهرة التي حققها ولا المكاسب المادية كذلك فانصرف الي الإثارة التي تُحقق له الإستمرارفي ملايين وشهرة الفضائيات وتتحرق يابلد وتغور يا شعب.. بل إن هذا الاتجاه جَذَبَ حتي من لا يتمتع بالصفات التي تُحقق شعبية.. الإتجاه الثاني.. الاتجاه السابح مع التيارالذي يتبناه بشكل واضح تليفزيون الدولة بالرغم من مُحاولاته المَكشوفة بالسماح ببعض البرامج التي تُهاجم الأداء الحكومي كمظهر يعطي إنطباعاً بسقف حُرية واسع.. كما لجأ اليه أصحاب الفضائيات الخاصة لخلق نوع من التوازن المطلوب حتي لايغضب النظام.. فيتم إختيارإعلاميين غالباً من الصحف الحكومية المُدربين علي مُغازلة النظام والحكومة.. وما حدث في حلقة 48 ساعة قبل الانتخابات بثلاثة ايام من الصحفي سيد علي الذي استهان بالمشاهد خير دليل علي هذا الاتجاه ومصلحتهم مُقدمة علي مصلحة الشعب.. فهؤلاء عناصرتربت علي التأييد (واللي يتجوز أمي أقوله يا عمي)الإتجاه الثالث الإعلاميين المُتبنيين لمبدأ ( يا نحلة لا تقرُصيني ولا عايزعسل مِنك ).. التيارالمُحايد يتميزوا بقدرتهم علي مَعرفة متي يتقدموا ويخوضوا في موضوع ما.. ومتي يتوقفوا.. قُدرة هائلة علي الإمساك بالعصا من المُنتصف.. الإتجاه الرابع الإعلام الحِزبي الذي يحاول ان يعبرعن برامج وأهداف الأحزاب فمنهم مُصاب بضعف الحزب الذي يعبر عنه والبعض يحاول ويجد صُعوبة بالغة للمُعوقات التي تقف أمام طموح الأحزاب ذات الشعبية والتي لها برامج جيدة ومُقنعة.. المهم ماذا حققت حرية الإعلام الخادعة للشعب ??فبالرغم أن الجميع بمُختلف إتجاهاتة الإعلامية مُضطرأن يبدأ حديثه بمساحة الحرية التي حصلواعليها في السنوات الأخيرة.. الا أن الجميع لم يكلفوا أنفسهم بحصر ما حققته هذه الحرية خِلاف ما حققة بعض الإعلاميين علي جثة هذه الحرية.. هل أدت هذه الحرية اليات لمُحاسبة التقصير الحكومي في حل مشاكل المواطنين من بِطالة.. صحة.. تعليم.. إسكان.. أسعار.. تدني أجور.. ? هل أدت هذه الحرية في تقليل نسبة الفقر? هل أدت هذه الحرية الي تقليص حجم الفساد.. ? هل أثرت هذه الحرية في الإلتزام بحقوق الإنسان ?.. هل كان لهذه الحرية في إلغاء حالة الطوارئ?.. هل حققت هذه الحرية في منع التجاوزات الصارخة في إجراء الإنتخابات بمُختلف مُستوياتها.. ?الحرية ليست أن تتكلم.. الحُرية ليست أن تنساق للتجاوز في حدود مَرسومة وخطوط مُحددة فتتخيل أنك تكسب مُباريات دون أن تحرز أهدافاً.. لا تستطيع التفريق بين هُتاف الجماهير لك أوضدك.. الحرية ليست في أن تتخيل أنك عَلمت الشعب الإعتصامات والإحتجاجات.. هل حققت شيئاً يذكر.. الحرية ليست أن يملك الشعب أن يتظاهر أويعتصم أويحتج.. الحرية أن يملك الشعب قوت يومه اولاً ليتمكن بعد ذلك أن يشارك ويعبر.. فهل نحلم بأن يملك الشعب حريه حقيقية وليست شعارات.. نرجو ذلك.. ولن نفقد الأمل.