سطور من تاريخ مصر سقطت سهواً! وهذا العمل رغم أن من يشاهده يعتبره عملاً بالفصحي ومليئاً بالتقصيرات إلا أنه غير ذلك حيث تدور أحداثه في أواخر عهد المماليك .. فاللغة التي استخدمها مصطفي إبراهيم ليست عامية ولا فصحي ولكنها اللغة الشعبية أخذت شكلاً متسلسلاً في الأحداث، بالإضافة لبعض الحوارات الموزونة في لقاءات علي الحجار وبعض المماليك وأيضاً لقاءات (زليخة) البطلة فردوس عبدالحميد مع أعوانها، فكانت الفنانة فردوس عبدالحميد كمن يقرأ الأوراد أو النصوص التراثية وبالتالي ظهر الحوار في المسلسل قريباً من المشاهد ليس بعيداً عنه، بالإضافة لمستوي السيناريو ووضح هذا في الأماكن التي كانوا يتحدثون فيها من قري الفلاحين وحارات القاهرة وسرايات الإقطاع.. علاوة علي ذلك فقد تم تتويج العمل بصورة رائعة للمخرج محمد فاضل من الإمكانيات الكبري التي جمع بها كل هذا العدد الكبير من الكومبارس والخيول وبالتالي أثبت فاضل أنه إزاء عمل بتقنيات متطورة إلكترونياً ورقمياً.. وبالتالي يقدم العمل ضفيرة متكاملة من العناصر التي تستحق أن يكون من أول الأعمال التي يجب أن تتم إعادتها بعد انتهاء شهر رمضان مسلسل السائرون نياماً. يؤكد المخرج محمد فاضل أنها فانتازيا تاريخية تعتمد علي التاريخ في الحدث فقط.. وتدور أحداثه بين عامي 1482 و1486 ميلادية وهي فترة أواخر عهد حكم المماليك وباللهجة المصرية.. وهو يتناول المقاومة الشعبية ضد المماليك وهي فترة حكم السلطان بلباي، ويرصد نماذج لها دلالات معاصرة من بطولات المصريين في المقاومة الشعبية في إطار حكائي وغنائي بالعامية.. مستلهماً كل أحداثه من التراث الشعبي، ويؤكد فاضل أن العمل يضم مائة شخصية مصرية وخمسة فنانين سوريين وهذا المسلسل يعد نموذجاً جديداً في التعاون المصري السوري بما يفتح المجال أمام الكثير من المشروعات المستقبلية المشتركة بين البلدين رغم أن العمل إنتاج قطاع الإنتاج بالتليفريون برئاسة راوية بياض ويجمع صفوة متميزة من الفنانين هم أبطال العمل منهم: الفنانة فردوس عبدالحميد وعلي الحجار الذي تألق في كل الأغاني التي قدمها في المسلسل وتحكي سيرة وحكاية شعب يعاني من الاضطهاد والعذاب والذي استعاد من وجوده كممثل ومطرب في نفس الوقت بالإضافة لمجموعة من الفنانين الآخرين المتميزين. والعمل الثاني والذي يحكي قصة (سقوط الخلافة).. هذا المسلسل بطولة عباس النوري الذي يؤدي شخصية السلطان عبدالحميد وهو آخر سلاطين الدولة العثمانية الذي جلس علي العرش بالصدفة ويشاركه البطولة الفنانة القديرة سميحة أيوب حيث يوضح المسلسل العوامل التي أدت إلي انشقاقات الامبراطورية العثمانية وإضعاف الدولة وتمزيق الدولة الإسلامية وتحويلها إلي أجزاء واحتلالها والحروب الأخيرة التي شاركت فيها الامبراطورية العثمانية في أرجاء العالم مما أدي إلي انهيار هذه الامبراطورية.. هذا المسلسل علي الرغم من أهميته وإذاعته علي أكثر من عشر محطات فضائية إلا أنه يستحق المشاهدة مرة أخري وفي أوقات مناسبة. المسلسل تأليف الكاتب يسري الجندي وإخراج المخرج السوري محمد عزيزية.. بطولة سميحة أيوب وعبدالرحمن أبوزهرة وأشرف عبدالغفور وسامح الصريطي وعايدة عبدالعزيز ونادر عمران، ويؤكد الجندي أن العمل فتح سوقاً جديداً للإنتاج المصري والعربي للتواجد في السوق التركية حيث قامت بشراء حق عرضه لمدة خمس سنوات وهذا دليل نجاح المسلسل، فالإنتاج القومي هو سبب آخر هام في نجاح المسلسل.. والمسلسل يبعث رسالة للعالمين العربي والإسلامي إلي الأخذ بأسباب القوة والتوحد لأن القوة المتربصة لنا تستغل ضعفنا استغلالاً كبيراً. مسلسل كليوباترا أيضاً من المسلسلات التي ينبغي أن يعاد حتي يكون الحكم عليه أفضل من هذا لأنه رغم أنه مسلسل تاريخي والمفترض أنه يحكي عن الفراعنة وعظمتهم إلا أننا لم نر هذه العظمة في المسلسل، فالمسلسل كان يحتاج دراسة أكثر حتي يخرج للنور وأيضاً كان لابد من العناية بالديكور والملابس والتصوير والجرافيك أكثر من ذلك. سحر