في الهواء نادراً ما يتحدث لأنه يؤمن بأن الصمت فضيلة والعمل عبادة فإذا ما تكلم صدق وهو يحدد المخاطر بدقة ويضع النقاط علي الحروف شارحاً بمهارة الخبير تضاريس الخريطة الأمنية داخلياً وخارجياً، ولهذا تأتي الأهمية من أن يتكلم ليبين للرأي العام (بوصلة) الطريق لاستقرار الوطن، وهذا ما حدث بالفعل عندما أجاب اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية علي حوالي 11 قضية تتصدر أجندته الأمنية بالتساؤلات التي طرحها عليه الزميلان جمال حسين بالأخبار وأحمد عبدالله بوكالة أنباء الشرق الأوسط في حوارهما أول أمس. ورغم أن وزير الداخلية قد حقق إنجازاً مشهوداً له علي المستوي الدولي وهو يقضي علي الإرهاب وتجفيف منابعه ليقظة رجاله المستمرة إلا أنه يقول في حواره بتواضع شديد يخطيء من يتصور أنه نجح في القضاء علي الإرهاب ويخطئ من يقول إن الإرهاب انتهي من أي دولة لكن استطيع أن أقول إنه بفضل الله وجهود رجال الأمن نجحنا في تطويق البؤر الإرهابية في مصر وحصر أنشطتها وتجفيف منابعها وهذا لا يعني الاسترخاء في أداء العمل الأمني فأجهزتنا متيقظة للدفاع عن أمن واستقرار مصر داخلياً وخارجياً ولأنه وزير سياسي راح يرصد الأوضاع السياسية والتدخلات الخارجية التي تعمل علي تعميق الخلافات المذهبية والتي تمثل نموذجاً لعمليات تنشيط الإرهاب بعد أن أصبح الإرهابي يتشكل فكرياً وذهنياً بسرعة عن طريق الإنترنت، ولذا فمن السهل قيام أي شخص أو شخصين حالياً بعمل إرهابي، ولهذا جاء تحذير وزير الداخلية بنبرة عالية من أن الإرهاب سوف يتصاعد في الأيام القادمة، لكن أجهزة الأمن لا تنام في مواجهة الخلايا النائمة للإرهابيين، وكان اللواء العادلي صريحاً وواضحاً وحاسماً وهو يتحدث عن تنظيم الجهاد قائلاً: إن هناك تطوراً في فكر المسئولين عن التنظيم لكنه لم يكتمل مثل الجماعة الإسلامية ولكن من يصر علي فكره الخاطئ فعليه تحمل مسئولية اصراره لأن أمن مصر لا يمكن التفريط بشأنه كما حذر أعضاء الجماعة المحظورة من استخدام شعارات دينية في الدعاية الانتخابية ومحذراً الناخبين والمرشحين من وقوع أحداث خارجة عن القانون، فسوف تواجه بحسم من أجهزة الأمن، ولهذا ناشد العادلي المواطنين بالموضوعية والبعد عن التعصب، فلكم كانت الخمس قضايا الأولي التي أجاب الوزير عنها بعين الخبير الأمني في حواره الصحفي الصريح أول أمس والذي يخبرنا بأهمية القضايا الأمنية والسياسية ولتوقيته المناسب أن نواصل غداً التعليق علي بقية الملفات التي وردت في الحوار.