خصص البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، مقالته الافتتاحية بالعدد الأخير لمجلة الكرازة- لسان حال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية- للحديث عن الأمراض الاجتماعية. ووجه البابا تواضروس في مقالته الانتقاد لما يراه من نشر الشائعات على الكنيسة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى. وقال البابا تواضروس: إن الأمراض الاجتماعية هى ظواهر تطفو فى أى مجتمع وتصيبه بحالة من الصراع أوالانقسام والارتباك، متابعا أن ذلك يعرقل نموه وإيجابياته. وزاد البابا، أن المرض من الناحية الصحية هو حالة عدم توافق بين الوظائف الجسدية أو النفسية مما يشكل ارتباكا وآلاما وعدم لياقة لكى يقوم الإنسان بمسئولياته ووظائفه. وتابع: هكذا المرض الاجتماعى على اختلاف أنواعه يعطل مسيرة الحياة فى المجتمع وقد يتسبب فى تأخر بنيانه وفقدان حيويته وتطلعاته وأحلامه ويضيع العديد من الفرص المتاحة. واشار بطريرك الكرازة المرقسية، إلى أن أحد الأمراض الاجتماعية حاليا سواء على مستوى مجتمع الوطن أو مجتمع الكنيسة هو "الإشاعات"، وتلفيق أخبار غير صحيحة ووضعها فى قالب تبدو من خلالها على أنها حقيقة. واستطرد: كأن يقول شخص أية أخبار كاذبة ويسبقها بقوله: " صرح مصدر كنسى مسئول رفض ذكر اسمه "أو عبارة" ذكرت مصادرنا الخاصة أن"، وغير ذلك من العبارات التى توحى أن ما يذكره يعد سبقا صحفيا خاصا به. وأكد بابا الإسكندرية، أن وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة وانتشارها السريع ولحظة بثها بالصوت والصورة والفيديو، ساعدت على انتشار مثل هذه الأكاذيب بصورة بالغة حتى يبدو لمن يتداولها _ بدون وعى وبدون إفراز_ أنها صادقة أو حقيقية دون أن يأخذ العقل فرصته فى تصنيفها أو طردها أو إهمالها وعدم تصديقها. ولفت البابا، إلى أن الإشاعات والأكاذيب وسيلة مرضية لتحقيق مآرب خفية فى عقول من يروجها، قد يكون بحثا عن مال أو شهرة أو غير ذلك، وهذه السلوكيات تجعل صاحبها من طائفة الخائنين الذين يهدمون بأكاذيبهم أوطانهم ومجتمعاتهم. وتابع: ما تشهده الساحة الآن من هجوم شرس من أناس مرضى باعوا أنفسهم للشيطان وقبلوا على أنفسهم أن يكونوا وسيلة هدم وزعزعة، وكما أن هناك مدمنى المخدرات، هناك أيضا مدمنوا ترويج الشائعات وبث السموم حول الكنيسة ومجمعها ولجانها ورموزها، وحول قرارتها ونشاطها وخدمتها. واستكمل البابا مستنكرا: وكأنهم صاروا أصحاب ضمير وعقل وأصحاب فهم ولسان إصلاح ماعدا الكنيسة واكليروسها وخدامها!، متسائلا: متى يفوق هؤلاء من مسلكهم الشرير وطريقهم الردئ؟ وشدد البابا، على أن الكنيسة مؤسسة إلهية وروح الله هي التي تديرها من خلال آبائها وخدامها الذين يعمل فيها ويحرصون على أبديتهم قبل كل شىء، هؤلاء الذين كرسوا أنفسهم طواعية لخدمة المسيح وتمجيد اسمه فى كنيسته المقدسة وبكل غيرة وضمير صالح وقلوب حية يخدمون من أجل المسيح كل يوم. واختتم البابا تواضروس ، مقالته قائلا: "أيها الأحباء لا تلتفوا إلى تلك الأصوات الكاذبة وكل ماينشرونه من ضلالات كالأفاعى تبث السموم فى أخبار خالية من كل صدق وحقيقة، فإنها أكاذيب لا تستحق حتى الرد عليها، وأنتم يا من تشيعون المذمة والبلبلة ألم تقرأوا أن "أبواب الجحيم لن تقوى عليها "انتبهوا قبل فوات الآوان.