أن يعتذرالدكتور أسامة الأزهري أحد علماء الازهر الشريف مستشار رئيس الجمهورية، في باحة سجن النساء بالقناطر الخيرية، أمام العالم، للغارمات خلال مؤتمر صحفي يحضره عدد من الوزراء المعنيين، عن سجنهن طيلة الفترة الماضية، ثم يبشربعضهن بتسليمه وحدات سكنية، تلبية لتعليمات الرئيس،وأنه لن يكون بنهاية 2015 غارمات في سجون مصر، فهو أمر يدعو الي العزة والفخر، بالانتماء لهذا الوطن، الذي يتحول جذريا إلي مجتمع تكافلي، وفق تعاليم الدين الحنيف، في دولة لا تحمل لافتة جهادية أو دينية منغلقة، أو تحمل شعار احتكارها للإسلام وصحيح الدين، باعتبارها وحدها "الحل" لأزمات المجتمع. أخيرا، سعت الدولة بجدية، إلي تفعيل التعاليم السماوية، من أعلي نقطة فيها – أقصد مؤسسة الرئاسة- بوازع أخلاقي، ووفق منهج اجتماعي ليبرالي واقعي، يشغل فيه رأس الدولة، مركزا رئيسيا مهما، في بلورة الأفكار الطيبة، لتصبح مبادرات ترعاها عينه ، بعد أن كانت في السابق أحد الأذرع "الخبيثة"، لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وظهيرها في دغدغة المشاعر، وجذب المقهورين والفقراء والغارمين لناصيتها ، في غيبة من الأنظمة السابقة. لعلي لا أبالغ إذا ما قلت أن تجديد الخطاب الديني المنشود، قد بدأ من هنا بالفعل، إذ لا معني، في تقديري، للمطالبة بالتكافل، الذي أوصي به الدين في قوله تعالي" انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل..." دون تفعيل مؤسسي، ثم نبكي علي إنسلاخ المجتمع حين نترك هذه الفريضة- أقصد الزكاة – لخبث الارهابيين، يستغلونها كيف شاءوا، ضد الوطن، باعتبارهم وكلاء الله علي الأرض، بجهلنا وقلة حيلتنا!! وبصرف النظر عن الجهات التي تبنت، فكرة فك كرب الغارمات والغارمين، بالسجون المصرية، والتي خرجت من رحم أكثر من مبادرة، بدأها الدكتور علي جمعة مفتي الديار السابق، ثم التقطها أحد ضباط الشرطة، مقترحا تخصيص حصيلة زكاة الفطر من زملائة، للإفراج عن الغارمات، وإدخال الفرحة علي قلوبهم وذويهم بعد سنوات من المعاناة والبؤس. وبصرف النظر عن أسماء منظمات المجتمع المدني، التي إلتحمت مع هذه المبادرات، فإن ما يعنينا بحق، هو هبوب – إذا جاز التعبير- رياح الخير والتكافل الإجتماعي، علي ارض المحروسة، أفرادا ومؤسسات، لتفريج كرب المديونين الغارمين منهم والغارمات، الذين عجزوا عن سداد كمبيالات أو شيكات، فكان مصيرهم السجون، وهو الخير الذي بدأت نسائمه تهب في مصر، ولن تجده إلا علي أرضها، لنقف بها علي أولي عتبات الخطاب الديني الحقيقي الجديد. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.