يوماً بعد يوم تتكشف الحقائق بأن أمريكا تكيل بمكيالين في التعامل مع الأمور طبقاً لمصالحها الشخصية..ظهر هذا في التعامل الأمريكي مع المذبحة التي روّعت الإنسانية بذبح 21 مصرياً قبالة ساحل البحر المتوسط بليبيا على يد داعش..كنا نظن أن المشاهد المروعة سوف تهز ضمير العالم وضمير الإنسانية وتهز ضمير أوباما القابع في البيت الأبيض، وأن ينتفض الجميع للفتك بهذا التنظيم الذي باتت جرائمه تروع الجميع..لكن ذلك لم يحدث بل على العكس وجدنا الرئيس الأمريكي يخرج علينا بالأمس في مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي تستضيفه بلاده ليدين الإرهاب بشكل عام ويندد في كلمته بالهجمات التي استهدفت مراكز وكنائس لليهود في أوروبا، ولم ينطق بكلمة ولم يشر باي إشارة إلى المذبحة التي استهدفت 21 عاملاً مصرياً على يد تنظيم داعش بليبيا.. إنها عنصرية أمريكا التي تكيل بمكيالين.. صنعت داعش في المنطقة، كما أكدت هيلاري كلينتون والآن تقود تحالفاً لمحاربته وامدته بالأسلحة من خلال إسقاطها بالطائرات زاعمة أن هذا الإسقاط تم عن طريق الخطأ وأنه إمداد لقوات البشمركة في العراق..استخدمت حقها في الدفاع عن نفسها حين شعرت بتهديد أمنها القومي، وتدخلت في أفغانستانوالعراق وكثيراً من الدول دون أي غطاء دولي. وتتجاهل في نفس الوقت حقنا أن ندافع عن أنفسنا و نحارب من يهدد أمننا القومى..تُعرقل طلب مصر وليبيا برفع الحظر على تسليح الجيش الليبي وتطالب بإيجاد حل سياسي في ليبيا. تحارب داعش في العراق وسوريا وتسمح بتهريب السلاح الى دواعش ليبيا بحرا وتدعي أن أفضل الطرق لمواجهته في ليبيا العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة، ولأن اللعب أصبح على المكشوف كشفت قطر أيضا عن تبعيتها لأمريكا خلال اجتماع جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين عندما تحفظت بمفردها - عكس كل الدول العربية على الغارة المصرية على ليبيا - وعلى طلب رفع حظر تسليح الجيش الليبي حتى يستطيع مواجهة الإرهاب الأمر الذى أغضب كل المصريين والعرب. ولأن الأمور تشابهت علينا تأكدنا أن هناك توجيها أمريكيا صدر لقطر حتى تتحفظ في جامعة الدول العربية على المطلبين المصريين..وبعده بساعات جاء التحفظ الأمريكي الأوروبي في مجلس الأمن بنفس الطريقة وجاءت دعوة المندوب الأممي للأطراف الليبية بالتوجه إلى الحل السلمي.. علينا ان نفيق وأن ندرك حجم التحديات التي تواجه مصر، وعلينا ان ننتبه للمكائد التي تدار لمصر في الخفاء والعلن.. الاصطفاف حول قائدنا الرئيس عبدالفتاح السيسي وحول قواتنا المسلحة والشرطة أصبح الآن فرض عين فانتبهوا أيها السادة.